قال موقع "إسرائيلي" الأحد، إن ولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان يطمح لملء الفراغ الكبير الذي تركته الولايات المتحدة في المنطقة، خصوصاً منذ وصول بايدن إلى الرئاسة بداية العام الماضي.
ونشر الكاتب "الإسرائيلي" شاحر كليمان، تحليلاً له على موقع "إسرائيل هيوم" -وصف فيه الإدارة السعودية بـ"الخرقاء"- قال فيه إن زيارة رئيس النظام السوري بشار الأسد إلى الإمارات الأسبوع الماضي تأتي جزءا من محاولة لإعادة نظامه إلى العالم العربي وإبعاد نفسه عن إيران.
ويرى الكاتب أن إعادة "سفاح دمشق" -كما أسماه- إلى الجامعة العربية سيكون صعباً جداً على أبوظبي والرياض، بسبب الكلفة الباهظة لإعادة إعمار البلد الذي دمرته الحرب. "كما أنه من الصعب اقتلاع إيران من سوريا".
"لذلك يبدو أن النقطة الرئيسية للاجتماع بين الأسد ومحمد بن زايد هي وضع الإمارات كقوة إقليمية صاعدة؛ كيان يمكنه التحدث إلى جميع اللاعبين في الشرق الأوسط - من إيران وسوريا حتى إسرائيل ومصر"، وفق الكاتب.
وبحسب الكاتب؛ فإنه ليس من قبيل المصادفة أنه بعد زيارة رئيس الاحتلال الإسرائيلي إسحاق هرتزوغ لدولة الإمارات، وصل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الإمارات للقاء محمد بن زايد.
وأضاف: "كل هذا بالطبع نتج عنه القمة الثلاثية بين رئيس الوزراء الاحتلال نفتالي بينيت والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ومحمد بن زايد في شرم الشيخ الأسبوع الماضي". ونقلت صحيفة العرب عن مصادر دبلوماسية في القاهرة قولها إن القمة شهدت ولادة "تحالف عربي إسرائيلي جديد".
منذ وصول بايدن إلى السلطة، كانت الإمارات والسعودية تعيش "أزمة إيمان" تجاه الولايات المتحدة. ولم تؤد هجمات الحوثيين على الإمارات والسعودية إلا إلى تعزيز هذا الشعور، بعد إسقاط الميليشيا الموالية لإيران من القائمة الأمريكية للتنظيمات الإرهابية العام الماضي.
بعد أحد هذه الهجمات، قال مسؤول خليجي عربي لـ"إسرائيل هيوم"، إن رفض إدارة بايدن اتخاذ موقف ضد إيران وأدواتها في الشرق الأوسط يزعزع استقرار المنطقة ويضر بمصالح الولايات المتحدة الخاصة. وبحسب المسؤول، هناك إحساس عام في الشرق الأوسط بأن الولايات المتحدة قد خذلتهم.
ويرى الكاتب أن حرب أوكرانيا قد أتاحت فرصة للإمارات وشريكتها السعودية لعودة الولايات المتحدة، بعد أن أثار الغزو الروسي إمكانية قيام الاتحاد الأوروبي بحظر استيراد النفط والغاز الروسي، مما أدى إلى ارتفاع الأسعار في سوق الطاقة.
لكن الإمارات تركز على تعزيز قوتها الناعمة لتجنب الاعتماد على الولايات المتحدة أو للذهب الأسود. هذه القوة الناعمة لا تكمن فقط في صناعة السياحة النابضة بالحياة والمبادرات العقارية، ولكن أيضًا في العلاقات مع جميع الأطراف.
هذه العلاقات نفسها ستساعد الإمارات في مستقبل ما بعد الولايات المتحدة. كانت القوة الغربية العظمى تتراجع عن الشرق الأوسط منذ سنوات ، وأبو ظبي قلقة للغاية من أن إيران والقوى الإسلامية الأخرى ستحاول التدخل في الفراغ.
وبحسب الكاتب فإن "محمد بن زايد يعمل على إبطاء بناء الإمارات وتحويلها إلى قوة عربية عظمى، قوة ستقود تحالفاً عربياً يمكن أن يملأ هذا الفراغ. في النهاية لا عاني الإمارات من نفس المشاكل الاقتصادية التي تعاني منها مصر والأردن، أو من الإدارة السعودية الخرقاء أو النفاق القطري".