كشف مصدر تركي الثلاثاء أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان سيزور السعودية يوم الخميس المقبل، لفتح صفحة جديدة مع المملكة، بعد أربع سنوات من الأزمة بين البلدين منذ مقتل الصحفي جمال خاشقجي في 2018.
ونقلت صحيفة "القدس العربي" عن مصدر تركي قوله إن "جميع الترتيبات تتواصل لزيارة أردوغان للسعودية بحيث تبدأ يوم الخميس وتنتهي يوم الجمعة"، لكن المصدر أكد أنه "لم يتم الإعلان عن الزيارة رسمياً حتى الآن رغم قرب موعدها بسبب حساسية المرحلة والخشية من حصول تغيرات مفاجئة في اللحظة الأخيرة".
ويتوقع أن تشمل زيارة أردوغان لقاءات رسمية مع الملك سلمان بن عبد العزيز الذي لم تنقطع الاتصالات بينه وبين الرئيس التركي رغم الخلافات، وولي العهد محمد بن سلمان الذي قطع اتصالاته تماماً مع تركيا عقب قضية خاشقجي حيث يعتقد أنه رفض كافة مساعي إعادة تحسين العلاقات مع تركيا دون إغلاق ملف محاكمة المتهمين في القضية بشكل نهائي.
وتأتي هذه الخطوة عقب قرار القضاء التركي نهاية الشهر الماضي بإغلاق ملف قضية محاكمة المتهمين بالمشاركة في جريمة قتل الصحافي السعودي جمال خاشقجي في إسطنبول وذلك عقب قرار المحكمة التركية بالموافقة على طلب نقل القضية إلى القضاء السعودي بسبب تعذر حصول أي تقدم في ملف المحاكمة في تركيا لعدم وجود أي موقوفين وتعذر جلب المطلوبين بكافة الطرق، وهو ما اعتبر بمثابة تحول جوهري بموقف تركيا التي شككت مراراً بنزاهة القضاء السعودي وشددت على أن "المحاكمة يجب أن تجري على الأراضي التركية التي وقعت فيها الجريمة".
والأسبوع الماضي كشف وزير الخارجية التركي مولود جاوش أوغلو عن أن نظيره السعودي كان سيزور تركيا قبل أيام لكن الزيارة تأجلت بسبب "ضغط البرامج وزخم الحراك التركي بالملف الأوكراني".
وسبق ذلك إعلان أردوغان نهاية العام الماضي نيته زيارة السعودية في فبراير الماضي لكن الزيارة لم تتم وسط أنباء عن أن الجانبين فشلا في التحضير للزيارة بسبب استمرار الخلافات التي يبدو أنها تراجعت كثيراً وخاصة عقب قرار تركيا إغلاق ملف قضية خاشقجي.
والشهر الماضي، التقى وزير الخارجية التركي مولود جاوش أوغلو بنظيره السعودي فيصل بن فرحان، في لقاء لم يعلن عنه مسبقاً وذلك على هامش الاجتماع الثامن والأربعين لمجلس وزراء خارجية منظمة التعاون الإسلامي الذي انعقد في العاصمة الباكستانية إسلام أباد، وقالت مصادر سعودية إن الوزيرين بحثا "العلاقات الثنائية بما يخدم مصالح البلدين"، في حين كتب وزير الخارجية التركي عبر تويتر: "سنواصل العمل معا لتطوير علاقاتنا بشكل أكبر".
وفي الأشهر الأخيرة، نجحت الدبلوماسية التركية في تحقيق اختراق في مسارات تحسين العلاقات مع العديد من الدول حول العالم، فإلى جانب الاختراق الكبير في العلاقات مع الإمارات و"إسرائيل" وأرمينيا، جرت مباحثات متقدمة مع اليونان ودول أخرى، وهو ما حفز على ما يبدو الجانبين التركي والسعودي للعمل بشكل أوسع على تجاوز الخلافات وفتح صفحة جديدة في سجل العلاقات بين البلدين.
وفي ذروة الخلافات بين البلدين، فرضت السعودية حظراً غير معلن على البضائع التركية حيث انخفض حجم التبادل التجاري بين البلدين من قرابة 5 مليارات دولار قبيل الخلافات إلى قرابة الصفر، لكن ومع بداية العام الجاري بدأت أرقام التبادل التجاري بالتعافي تدريجياً في مؤشر على بدء السعودية برفع الحظر تدريجياً وهو ما يتوقع أن يرفع تماماً عقب زيارة أردوغان التي قد تفتح آفاقاً جديدة للتعاون السياسي والاقتصادي بين البلدين.