اشتكى عدد من المتضررين في إمارة الفجيرة من استغلال شركات تنظيف المساكن، بعد رفع قيمة فاتورة عملياتها التشغيلية والتي بلغت 3 آلاف درهم لتنظيف المسكن الواحد، في المقابل استغل أصحاب "الكرين" حاجة الأهالي لتصليح مركباتهم ونقلها لورش التصليح والوكالات برفع قيمة عملية النقل الواحدة في الاتجاه للورش إلى أكثر من 300%.
وأوضحت عائشة عبدالله من سكان منطقة الفصيل، أن استغلال شركات التنظيف لتلك الحالة الاستثنائية فاق الحدود، حيث لجأت إلى إحدى شركات التنظيف العاملة بالفجيرة وإرسال صور الأضرار داخل المنزل، على الرغم من الجهود الكبيرة التي قام بها أفراد الأسرة في تخفيف حدة الأضرار.
وقالت إن الرد كان بوضع 1500 درهم ليتم الاتفاق، وعند وصول فريق التنظيف التابع للشركة، قام بالفرار من المسكن ليتم الرد من جديد برفع قيمة الفاتورة إلى 2000 درهم، وعند الاتصال بشركة أخرى من إمارة رأس الخيمة حدد قيمة فاتورة التنظيف بثلاثة آلاف درهم، بحسب ما ذكرته صحيفة "البيان" الحكومية.
من جانبها، أكدت أم عبدالله، أن استغلال شركات التنظيف في تلك الأوقات الاستثنائية أمر مبالغ فيه، حيث فوجئت بقيمة فاتورة التنظيف الذي طلبته الشركة لإرسال فريقها إلى المنزل، إذ تم مضاعفة الأسعار التي تعمل بها هذه الشركة على مدار العام، مستغلة تزايد الحاجة إليها من قبل أصحاب المساكن المتضررة في إمارة الفجيرة.
إلى ذلك، اشتكى أصحاب المركبات المتضررة من شدة جريان مياه الأمطار وارتفاع منسوبها في مختلف مناطق إمارة الفجيرة، استغلال أصحاب وقائدي «الكرين» برفع أسعار نقل المركبات المتضررة إلى ورش التصليح بأكثر من 300% مقارنة بالأيام العادية خلال العام.
وقال محمد شاكر مدير إحدى الكراجات بإمارة الفجيرة: "رب ضارة نافعة"، كان الوضع هادئاً قبل هطول الأمطار الأخيرة التي شهدتها مناطق الإمارة، حيث لم يكن هناك مركبات تحتاج للتصليح أكثر من مركبتين يومياً داخل الورشة، إلا أن هطول الأمطار الغزيرة أسهم برفع عدد المركبات التي تحتاج للتصليح حيث أصبحت الورشة لا تستوعب عدد المركبات المتضررة والتي أحضرها أصحابها لتشغيلها، والتي تتركز أغلبها في الدوائر والأجهزة الكهربائية ومحرك المركبة.
وأشار سعيد عبدالله، إلى أن عدد المركبات المتوقفة داخل الورشة وخارجها يحتاج إلى فترة زمنية من أجل إعادتها إلى حالتها الطبيعية، إذ أسهمت عودة الحياة الطبيعية إلى فتح محال قطع الغيار وورش التصليح المساندة للورشة في تسريع عمليات الإصلاح.
بدوره، أكد سعيد الكعبي أحد سكان الفجيرة، أن أصحاب المركبات المتضررة باتوا خاضعين لجشع أصحاب "الكرين" الناقل لمركباتهم مع بداية عودة الحياة الطبيعية إلى مختلف مناطق الإمارة.
وأشار إلى أن الجميع فوجئ بالاشتراطات التي يضعها أصحاب تلك «الكرينات» لنقل المركبات إلى ورش التصليح، مقارنة بالقيمة التي كانوا يحصلون عليها في الأحوال العادية.
وأضاف "لم أجد "ونشاً" لسحب سيارتي إلى الورشة التي أتعامل معها إلا بعد دفع المبالغ التي اشترطها أصحاب الكرين، بعد أن عرضتها على أكثر من ورشة وجميعها طلب مني تركها عدة أيام لإصلاحها في ظل ارتفاع عدد المركبات المتضررة لديهم والتي تعود لزبائن آخرين".
اجتاحت سيول جارفة الأيام الماضية، مناطق واسعة من الإمارات الشرقية للبلاد (الفجيرة والشارقة ورأس الخيمة) إثر هطول أمطار غزيرة مصحوبة ببرق، نتيجة حالة مناخية استثنائية ناجمة عن منخفض جوي نادر في منتصف الصيف.
وعرقلت الأمطار الغزيرة بعض الشوارع والميادين في إمارتي الفجيرة ورأس الخيمة، وذلك مع استمرار تكاثر السحب الركامية الممطرة، كما تسببت السيول بأضرار في المنازل والمركبات، وبعضها جرفتها السيول.
وتسببت سيول الأمطار في غرق رق المركبات في بعض الطرق وحدوث تلفيات كبيرة، ومناشدات لبعض السكان من المواطنين بعد أن غرقت منازلهم، بينما كان عشرات الأشخاص من المواطنين والمقيمين يتعثرون بحثاً عن ملاذ آمن.
وأعلنت الهيئة الوطنية لإدارة الطوارئ والأزمات والكوارث، أن أعلى كمية أمطار سجلت خلال هذه الحالة 234.9 ملمتر في ميناء الفجيرة وتعتبر هذه الكمية الأعلى خلال الـ 30 سنة الماضية في شهر يوليو.