أفادت مصادر طبية عراقية بأن 30 شخصا قُتلوا وأصيب 700 آخرون جراء الاشتباكات التي شهدتها المنطقة الخضراء ببغداد، بينهم 110 من أفراد القوات الأمنية، في الوقت الذي سقطت أربعة صواريخ على المنطقة، وفق الجزيرة.
واستفاقت العاصمة العراقية بغداد اليوم الثلاثاء على أصوات اشتباكات متقطعة وانفجارات، بعد يوم دام عقب إعلان زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر اعتزال العمل السياسي.
وشهد العراق في الساعات الأخيرة تطورات أمنية وسياسية متلاحقة، إذ أخرجت القوات الأمنية بالقوة أنصار الصدر من داخل القصر الحكومي والساحات المحيطة به، وفرضت حظرا للتجول في جميع المحافظات.
وأفادت مراسلة الجزيرة بأن صافرات الإنذار دوت في السفارة الأميركية ببغداد في ساعة مبكرة من صباح اليوم الثلاثاء، وتم تفعيل منظومة الدفاع الجوي "سيرام" (C-RAM) مرتين، وهي منظومة أميركية مستخدمة للدفاع عن المناطق ذات الأهمية البالغة من أنواع القذائف والصواريخ التي قد تتعرض لها.
واندلعت اشتباكات بالأسلحة الخفيفة والمتوسطة داخل المنطقة الخضراء. وقد تعرض مقر إذاعة صوت العهد وقناة العهد الثانية -التابعتين لكتائب عصائب أهل الحق- في منطقة البلديات شرقي بغداد لهجوم بقذائف "آر بي جي" (RPG).
وأفادت مصادر مطلعة بوجود مفاوضات بين مسؤولين حكوميين وقادة في الإطار التنسيقي والتيار الصدري للتوصل إلى اتفاق يُجنب البلاد الانزلاق نحو دوامة العنف، وفق الجزيرة.
وتفجرت الأزمة عندما أعلن مقتدى الصدر -صباح أمس الاثنين- اعتزاله الحياة السياسية نهائيا وإغلاق المؤسسات التابعة له.
وقال الصدر -في بيان نشره عبر حسابه الرسمي على موقع تويتر- إنه سيغلق "كافة المؤسسات إلا المرقد الشريف والمتحف الشريف وهيئة تراث آل الصدر الكرام".
وتابع "الكل في حل مني، وإن مت أو قُتلت فأسألكم الفاتحة والدعاء".
كما جاء في البيان على لسان مقتدى الصدر "لم أدّعِ يوما العصمة أو الاجتهاد ولا حتى القيادة، إنما أنا آمر بالمعروف وناهٍ عن المنكر، ولله عاقبة الأمور، وما أردت إلا أن أقوّم الاعوجاج الذي كان السبب الأكبر فيه هو القوى السياسية الشيعية بوصفها الأغلبية، وما أردت إلا أن أقرّبها إلى شعبها وأن تشعر بمعاناته".