توعد رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) إسماعيل هنية جيش الاحتلال الإسرائيلي بمزيد من الخسائر في قطاع غزة، وكشف أن حماس قدمت تصورا شاملا يبدأ بوقف العدوان الإسرائيلي على غزة وفتح المعابر وإبرام صفقة لتبادل الأسرى.
وقال -في كلمة له اليوم الأربعاء- إن المقاومة الفلسطينية "تلقن العدو كل يوم درسا جديدا في العسكرية المبنية على أكتاف رجال مؤمنين" مؤكدا أن كتائب الشهيد عز الدين القسام (الجناح العسكري لحماس) وفصائل المقاومة تقاتل جيش الاحتلال في كافة المحاور وتتصدى بكل بطولة وبسالة غير آبهة بدباباتهم أو قصفهم المتواصل.
وأكد هنية أن الشعب الفلسطيني بصموده وثباته وتشبته بأرضه أفشل مخططات العدو بـ "نكبة جديدة من التهجير والشتات".
المنطقة لن تنعم بالاستقرار
وكشف رئيس حماس أنهم أبلغوا الوسطاء بضرورة "وضع حد للمجزرة والإبادة الجماعية فورا" وأن الحركة قدمت "تصورا شاملا يبدأ بوقف العدوان وفتح المعابر مرورا بصفقة لتبادل الأسرى وانتهاء بفتح المسار السياسي لقيام دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس وحق تقرير المصير".
غير أن نتنياهو -يضيف هنية- يماطل ويخادع جمهوره بوعود زائفة، مشددا على أن الفلسطينيين لن يسمحوا له بتحقيقها و"قد فشلت حكومات إسرائيل المتعاقبة في تحقيق أي من وعودها".
وخاطب هنية الإسرائيليين قائلا "أقول للأعداء إنكم هُزمتم يوم 7 أكتوبر وفي توغلكم البري المتعثر" وحذرهم من أن الاحتلال سيتكلف كثيرا حتى يدرك خطأه بما في ذلك حياة عدد من أسراه لدى المقاومة.
وأكد رئيس حماس أن الأسرى لدى المقاومة يتعرضون لنفس القتل والدمار الذي يتعرض له الشعب الفلسطيني في غزة، وآخرهم الذين قتلوا في مجزرة مخيم جباليا أمس.
وأضاف أن رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو -الذي قال إنه يقود مجموعة يمينية عنصرية فاشية- هو أحد أهم أسباب الحرب الحالية "وهو لا يفكر إلّا في كيف ينقذ نفسه وأسرته ويخشى من السجن والمحاسبة، حتى ولو كان على حساب تدمير المنطقة برمتها".
وحذر هنية من أن نتنياهو "لا مانع لديه من حرق الأخضر واليابس في الإقليم وخارجه لينقذ نفسه والمتطرفين من حوله".
وكشف أنهم في حركة حماس أبلغوا قبل الحرب الأطراف الدولية التي التقوا بها مرار أن استمرار الاحتلال في اقتحام المسجد الأقصى وبناء المستوطنات وممارسات حكومة نتنياهو لن تمر مرور الكرام، وأن "الانفجار قادم لا محالة ويجب كبح جماح هذا المجرم وعصابته".
وتأسف رئيس حماس لكون هذه الأطراف الدولية لم تستمع لنداءات حماس، بل استمر حلفاء الاحتلال في دعم نتنياهو وتشجيعه على المضي قدما في سياسته العنصرية.
ومن جهة أخرى، دعا هنية الدول -التي تدعم الاحتلال وتشكل له الغطاء لارتكاب المذابح بحق الشعب الفلسطيني في غزة وفي مقدمتها الولايات المتحدة- بضرورة التراجع عن "السياسات الاستعمارية البائدة" وطالبهم بالتوقف عن تقديم الدعم العسكري للحكومة الإسرائيلية والتوقف عن تعطيل الإرادة الدولية المطالبة بوقف العدوان الإسرائيلي، وفتح المعابر.
وحذر رئيس المكتب السياسي لحماس من أن المنطقة لن تنعم بالأمن والاستقرار طالما لم ينعم الشعب الفلسطيني بحقوقه المشروعة في الحرية والاستقرار والعودة.
وفي نفس السياق، طالب هنية بضرورة استمرار عمل معبر رفح دون توقف في الاتجاهين باعتباره معبرا مصريا فلسطينيا خالصا.