على الرغم من إشارة وسائل الإعلام المصرية إلى أن عبدالفتاح السيسي التقى أمس (24|1) العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز، وولي العهد الأمير مقرن بن عبدالعزيز، وولي ولي العهد الأمير محمد بن نايف، لتعزيتهم في وفاة الملك عبدالله بن عبدالعزيز، إلا أن أيًا منها لم تنشر فيديو أو صورًا لمقابلته خلال زيارته إلى الرياض لتقديم واجب العزاء.
إذ اقتصر الأمر على بث فيديو تداولته بعض الفضائيات المصري يظهر فيه السيسي لحظة الوصول إلى قاعدة الرياض الجوية وهو ينزل من سلم الطائرة، ثم يظهر وهو يدخل قاعدة الاستقبال بالقاعدة برفقة الأمير تركي بن عبدالعزيز أمير الرياض، ويأتي شخص ما ليقدم له القهوة، دون أن يظهر السيسي لحظة تقديم العزاء إلى العاهل السعودي بشكل منفرد.
وأرفقت الصحف والمواقع الإخبارية الخبر المنشور عن لقاء السيسي بالملك سلمان، صورًا أرشيفية من لقاء سابق أثناء زيارة الرئيس المصري إلى السعودية مؤخرًا للاطمئنان على صحة الملك عبدالله قبل وفاته.
وعزز ذلك من الأنباء المتداولة حول أن الملك سلمان لم يلتق الرئيس السيسي الذي وصل إلى الرياض على رأس وفد كبير ضم عددًا من الوزراء وشيخ الأزهر، ليضيف المزيد من الغموض حول الأسباب الحقيقية لعدم مشاركته في تشييع الجنازة أمس الأول، بعدما ربط محللون بين تغيبه وما يتردد عن تغيير في موقف القيادة السعودية من الأوضاع في مصر.
وكانت رئاسة الجمهورية أصدرت بيانًا عصر الجمعة(23|1) أفادت فيه أن الرئيس عبدالفتاح السيسي سيقطع زيارته إلى سويسرا، ويتوجه إلى السعودية من أجل الصلاة وحضور مراسم الدفن, ولكن بعدها بساعات أصدرت بيانًا آخر أعلنت فيه أن سوء الأحوال الجوية حالت بينه وبين السفر على الرغم من حضور العاهل الأردني الملك عبدالله السادس، بعد أن قطع مشاركته في مؤتمر "دافوس".
واعتبر الكاتب البريطاني الشهير ديفيد هيرست، في مقال نشرته صحيفة " هفينجتون بوست" الأمريكية، أن عدم حضور السيسي لجنازة الملك الراحل بحجة سوء الظروف الجوية ما هي إلا نتيجة لشعوره بتغير المزاج العام في القصر السعودي. وذكر أن "هناك محاولتين جرت من قبل مستشارين للملك سلمان للتواصل مع قيادات من المعارضة الليبرالية المصرية بينهم محام وليس منهم أحد من الإخوان المسلمين لكن توجد اتصالات بينهم".
وألمحت مصادر إعلامية مصرية مقربة من المؤسسة العسكرية إلى عدم الارتياح لوصول الملك سلمان إلى الحكم في السعودية.
وقال يوسف الحسيني، مقدم برنامج "السادة المحترمون" على فضائية "أون تي في" في إحدى حلقات برنامجه قبيل وفاة الملك عبدالله بن عبدالعزيز، إن انتقال الحكم إلى الأمير مقرن بن عبد العزيز مباشرة سيعتبر قرارًا "أكثر أمانا لمصر"، وحذر من خطورة تولي الملك سلمان حكم المملكة لأن ذلك ليس في صالح مصر.