فعلياً هي كغيرها من التسريبات الصوتية التي تظهر تفاصيل الانقلاب العسكري الذي حصل في مصر، إلا أن ما لفت أنظار الشعب الإماراتي هو ظهور اسم بلادهم وأموالها على وجه الخصوص في هذا الانقلاب، ليس من باب التدخل في شؤون الغير فحسب، وإنما في كيفية "تسريب" أموال الدولة والشعب نحو "الشر"، بغض النظر عن طرفه الآخر.
الدعم الإماراتي العلني و"المفتوح" للانقلاب العسكري في مصر، أصبح يسمع صدى انتقاده قوياً في مواقع التواصل الاجتماعي، إلا أن التسريبات الأخيرة، التي تظهر ضخ أموال إماراتية في دعم حركة "تمرد" التي قادت الانقلاب عملياً، يُعد استعداءً لجزء كبير من الشعب المصري، وهو ما يعني أن ما تم شكل ضربة في العلاقات الاستراتيجية للدولة، والتي تؤثر في النهاية على المواطنين أنفسهم.
يرى الكثير من المراقبين أن ما يجري من شأنه أن يصنع أعداءً للإمارات ولشعبه، بل يقول آخرون أنه من باب الحساب المادي، فإن مقولة أن الدولة وشعبها أحق بما يصرف هنا أو هناك، لإسقاط هذه الجماعة أو تلك، حيث أن موارد الدولة وخيراتها هي للشعب والبلاد، أصبحت هي السائدة في العديد من الجلسات.
التسريبات التي بثتها قناة "مكملين" المصرية مساء الأحد الماضي قد كشفت تمويل أطراف نافذة ومؤثرة في حكومة أبوظبي الانقلاب على الرئيس المعزول محمد مرسي عن طريق تمويلها للحركات المعارضة ضده، خاصة حركة "تمرد" التي ظهر الثراء الفاحش حاليًا على قادتها، كما يرصد البعض.
وبعيداً عن معادلة وجود بطالة في الإمارات أو فقر من عدمه، كما يرى هؤلاء المراقبون، فإن المواطنين يشعرون بأن ما يجري هو زجهم في حروب ومعارك ليس لهم ناقة فيها ولا جمل، بل إن عملية الزج هذه تتم "داخلياً"، والأكثر من ذلك بأموالهم.
وما زاد من اهتمام وامتعاض المواطنين الإماراتيين بشكل أوسع هي ما كشفته تسريبات سابقة عن كيفية محاولة قادة الانقلاب في مصر، بزعامة عبد الفتاح السيسي وفريقه، نهب الأموال الخليجية والإماراتية على وجه الخصوص، ما يؤكد أن هذه الأموال لا تذهب لمشاريع داعمة لمصر بقدر ما تذهب إلى مصالح خاصة لتلك الأطراف.
في المحصلة المؤلمة، كما يقول مواطنون إماراتيون؛ تكشف التسريبات الصوتية الجديد عن دور دولة الإمارات في إفشال الثورات العربية، فضلاً عن النشاط الذي تقوم به جهات متنفذة في الدولة بالمنطقة العربية، بحيث تصدرت تحريك الأمور في هذه الدولة أو تلك من التي خرج فيها شعبها بحثاً عن الحريات وتنديداً بحكم.