كشف الإعلامي التونسي، سفيان بن فرحات، - وهو صحفي و مذيع تونسي يعمل بجريدة لابراس الناطقة بالفرنسية - أن الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي، رفض معونات اقتصادية كبيرة من الإمارات مشروطة باتباع النموذج المصري الإقصائي للتيار الإسلامي.
وأوضح "بن فرحات" و المقرب من النظام الجديد بتونس، في تصريحات لقناة " نسمة " التونسية، أن الرئيس "السبسي" أبلغه في لقاء خاص أنه رفض بعد توليه الحكم المعونات المقدمة من دولة الإمارات العربية المتحدة، لأنها كانت مشروطة باتباع النموذج المصري الإقصائي على حد قوله.
وانتقد الإعلامي بن فرحات في القاء تلفزيوني ما أسماه " الصمت الحكومي المستمر " حول القضايا المرتبطة بالشأن الليبي، وخاصة فيما يتعلق بالهجوم الأخير لوزير إعلام حكومة طبرق عمر القويري ضد قائد السبسي والأوضاع الأمنية السيئة للرعايا التونسيين في ليبيا.
وكان القويري هاجم بشدة الرئيس التونسي بعد انتقاد الأخير لحكومة طبرق وطالبه بالاعتذار من الشعب الليبي، كما انتقد استقباله مؤخرا لرئيس حكومة طرابلس خليفة الغويل، مطالباً السعودية والإمارات بالتدخل العسكري في تونس لـ " تخليصها من الهيمنة التركية " على حد وصفه.
ويشير مراقبون سياسيون أن " ادعاءات " الإعلامي التونسي قد تحمل شيئا من الوجاهة نظراً لفتور ملحوظ تشهده العلاقات الإماراتية التونسية وعدم تسجيل حضور قوي هناك مماثل لحضور الإمارات وتأثيرها وضغوطها على نظام السيسي، كما اعتبر بعض المراقبين أن الوزير في حكومة طبرق لم يكن ليتجرأ ويهدد بحرق الرئيس التونسي دون حصوله على ضوء أخضر من نظام السيسي والإمارات.
هذا ويشار إلى أن تونس تخالف السياسة الإماراتية والمصرية في ليبيا نظراً لمصالح التونسيين المتداخلة مع الليبيين في حين تدفع القاهرة وأبوظبي تونس إلى دعم عملية عسكرية واسعة ضد الثوار في طرابلس ودعم حفتر، في حين أن تونس ترفض ذلك وتعترف بحكومة طرابلس وحكومة طبرق على حد سواء وهو ما يثير استياء الإمارات ومصر وحفتر.
وتأتي تصريحات "بن فرحات"،مؤكدة معلومات سابقة نشرتها صحف ومواقع إخبارية تونسية، حول رفض السبسي شروط الإمارات في هذ الشأن والتي اعتبرها ستؤدي إلى ما وصفه بحرب أهلية بالبلاد لأنه لايستطيع أَن يقصي تيار الإسلام السياسي وعلى رأسه حركة "النهضة" المحسوبة على جماعة الإخوان المسلمين، خاصة وأن "النهضة" قبلت بنتائج الإنتخابات التي أتت بالسبسي وحكومته إلى سدة الحكم وتتعايش مع التجربة الديمقراطية بتونس.
وأخذت "أبوظبي" على عاتقها عقب ثورات الربيع العربي، مهمة إقصاء تيار " الإسلام السياسي السني " مستخدمة سلاح المال والتخطيط والتدخل العسكري أحياناً كما يذكر محللون سياسيون.