شهدت الساعات الأخيرة وفي أعقاب الزيارة الناجحة للرياض - حسب وصف حماس – توترا إعلاميا غير مسبوق بين الحركة وإيران بعد نشر وكالة فارس الرسمية والتابعة للحرس الثوري تقريرا عن مداولات الزيارة ردت عليه حماس إعلاميا بحسم واضح، وفق ما يرى مراقبون. إذ ترتبط الحركة وطهران بعلاقات وثيقة منذ أكثر من عقدين وتلقى جناحها العسكري دعما ماليا وعسكريا أشاد به المتحدث باسم كتائب القسام في خطاب ما بعد انتهاء العدوان الأخير على القطاع العام الماضي رغم أن تلك الفترة كانت ولا زالت تشهد خلافا بين حماس وإيران على خلفية موقف حماس من النظام السوري.
و نفت حركة حماس مزاعم إيرانية عن وجود اتفاق بينها وبين المملكة السعودية بخصوص مشاركة مقاتليها في "عاصفة الحزم" لإعادة الشرعية في اليمن.
ونشرت الحركة على حسابها الرسمي بموقع تويتر بياناً نفت فيه بشكل مطلق مزاعم لوكالة (فارس) نقلتها عن معارض سعودي عن اتفاق المملكة معها على مشاركة المئات من مقاتليها في "عاصفة الحزم".
وأكد القيادي في حركة (حماس) سامي أبو زهري في تصريح صحفي مكتوب، إن ما نقلته الوكالة الإيرانية لا يعدو عن كونه "مجرد أكاذيب" مشددًا على أن القيادة السعودية لم تطلب ذلك، ولا "حماس" يمكن أن تفكر في مثل هذا الأمر.
وأضاف أبو زهري إن هذه الأكاذيب تهدف إلى التشويش على زيارة قادة حماس الناجحة إلى السعودية، ومحاولة التحريض على الحركة.
وكان العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز استقبل السبت (18|7)، خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس الفلسطينية والوفد المرافق له الذي زار المملكة لأداء مناسك العمرة.
وحضر اللقاء ولي ولي العهد السعودي وزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان وعدد من أعضاء المكتب السياسي لحركة (حماس)، وقال مصدر في حماس إن اللقاء "تناول الوحدة الفلسطينية والوضع السياسي في المنطقة"، معرباً عن الأمل في أن "يساعد مثل هذا اللقاء في تطور العلاقات بين حماس والمملكة العربية السعودية".
التقرير المفبرك
وكانت وكالة "فارس" للأنباء زعمت في تقرير لها أن خالد مشعل قدم طلبًا بمساعدة مالية تقدر بعشرين مليون دولار شهرياً لتأمين شؤون سكان غزة وحكومة (حماس) في القطاع.
وأضافت الوكالة في مزاعمها أن محمد بن سلمان ولي ولي العهد ووزير الدفاع السعودي طلب من خالد مشعل المشاركة بـ 700 عسكري من غزة في عملية "عاصفة الحزم"، مشيرة إلى تدرب هؤلاء المقاتلين الغزّيين على حرب الجبال والشوارع والمدن على غرار حزب الله في لبنان، وقدرتهم على مواجهة الحوثيين في المدن والجبال الوعرة في اليمن.
وتابعت (فارس) في ادعاءاتها قائلة: إن خالد مشعل وافق على تدريب قوات متخصصة في حرب الشوارع والمدن والجبال بالتعاون مع السعودية.
وخلصت إلى القول: إن مشعل اقترح على محمد بن سلمان تنفيذ مشروع تفخيخ الجبال المشتركة بين الملكة العربية السعودية واليمن لإيقاف تسلل الحوثيين أو اقترابهم من الحدود السعودية.
ومنذ الإعلان عن زيارة وفد حماس للرياض حتى ثارت ضجة إعلامية في مصر والإمارات وإيران وإسرائيل احتجاجا على الزيارة، ونشر إعلاميون مصريون تصريحات نسبوها لجهات سيادية تعبر عن رفضها للتقارب السعودي مع حماس وإخوان الأردن وإخوان اليمن على اعتبار أن قيادات إخوان اليمن والأردن زات السعودية مؤخرا، والتقى مراقب إخوان الأردن همام سعيد وزير الأوقاف السعودي بناء على طلب الأخير، كما تزامنت زيارة مشعل مع وصول الشيخ عبد المجيد الزنداني للسعودية أيضا.