أكد قائد "جيش الإسلام" زهران علوش عدم وجود كويتيين أو خليجيين عموما "مطلقاً" في صفوف قواته، مشدداً على أن “هذا الجيش قائم على السوريين وليس بحاجة إلى رجال"، مبيناً أنه ضد نفير الخليجيين وغير السوريين عموماً للقتال في سورية.
علوش، الذي تم اعتقاله بتهمة الدعوة السلفية قبل اندلاع المواجهات في سورية ثم أفرج عنه بموجب عفو رئاسي عام 2011 لينخرط بعدها في العمل المسلح ضد النظام السوري ويشكل جيش الإسلام، شدد في تصريح لـصحيفة "الرأي" الكويتية على أن "قتال نظام بشار الأسد أولى من قتال "داعش"، معللاً ذلك بأن "داعش أداة من أدوات نظام الأسد الذي نعتبره رأس الأفعى وداعش ذيلها"، على حد تعبيره.
علوش، الذي تلقى تعليمه الشرعي في الجامعة الإسلامية في المدينة المنورة، أجاب عن اتهامات بتلقي جيش الإسلام لمساعدات من مخابرات إحدى دول المنطقة،قائلاً "هذا الأمر عار من الصحة، فجيش الإسلام يعتمد على ما يغنمه من النظام، فالدول لا تقدم دبابات والجزء الآخر مما يقدمه الأفراد من محبي الجيش من السوريين وبعض الاشقاء، وهذا الأمر معلوم لدى كل من له علاقة بالأوضاع في سورية".
و بسؤاله عن زيادة أعداد الخليجيين المقاتلين في سورية قال علوش “هو حقاً أمر مؤسف، فبساطة الشاب الخليجي وصدقه وحبه لنصرة إخوانه في الشام والحماس والعاطفة تدفعه ليبحث عن طريق للدفاع عنهم، ويستغل هذا الأمر شبكات على الإنترنت تابعة لـ (داعش) تتولى أمر تنظيمه وتجنيده وغسل دماغه بفكر التكفير، مستغلين بذلك جهله بالنصوص والأحاديث الواردة في عقيدة الخوارج وتحريم تكفير المسلمين، ويتم إقناعه بذلك فإذا حضر إلى سورية أدخل في دورة شرعية كما يسمونها لغسيل دماغه وحشوها بفكرهم الضال”.
وتابع: “(داعش) يختار الخليجيين مستغلاً عواطفهم وشجاعتهم فيجعلونهم وقوداً للعمليات الانتحارية، ويبقى قادته سالمين بأمان ليصلوا إلى تحقيق أجنداتهم وخاصة القيادة البعثية العراقية التي في أعلى هرم القيادة في (داعش)، فهم باسم الدين يستخدمون السذج ويكذبون عليهم بقصص ومنامات ورؤى وحوادث لا وجود لها، ويجزمون بأن ما بينك وبين دخول الجنة إلا ضغطة زر للحزام الناسف وستكون بين الحور العين، ويزرعون في عقل هؤلاء الشباب الثورة على كل الناس من حولهم وتكفيرهم بهدف إسقاط العلماء والدعاة وكل من يخالف فكرهم الضال الخبيث".
واختتم علوش قائلاً: "علمنا بمقتل الكثير من الشباب الخليجيين الذين كشفوا التنظيم على حقيقته، وعرفوا عن قرب أن لا علاقة لـ (داعش) بالدين، فحاولوا الخروج من هذا التنظيم، فتم قتل الكثير منهم واعتقال البعض، وهناك أعداد كبيرة الآن من الشباب الخليجي يريد الخروج من (داعش) فقبض عليهم وألقي بهم في الزنازين يحاكمون في محاكم ميدانية ويتهمون بالردة والفرار من الزحف، والعقوبة تكون الذبح، وللأسف فإن بعض من يحاكمهم في تلك المحاكم أشخاص لا علاقة لهم بالعلم الشرعي وبعضهم من الخليج"، على حد قوله.
وتشهد الساحة السورية صراعا عنيفا بين مختلف الأطراف المتحاربة في سوريا بعد أن تحولت ثورة الشعب السوري السلمية التي انطلقت في مارس 2011 إلى حرب أهلية مدمرة ذهب ضحيتها نحو 350 ألف سوري وتشريد الملايين وذلك بعد وحشية نظام الأسد في تعامله مع المتظاهرين السورين ما دفع بعض عناصر الجيش بالانشقاق عن الجيش النظامي والدفاع عن أبناء شعبهم قبل أن تتحول الثورة السورية إلى إحدى أكبر الساحات صراعا سياسيا وطائفيا لا يزال مستمرا.