في تغريدة أثارت ردودا غاضبة وساخطة تسيء إلى سمعة الإماراتيين ولا تتوافق مع مصالح الوطن والمواطنين غرد الإعلامي المحسوب على جهاز الأمن حمد المزروعي على حسابه بتويتر يدعو بنصر الروس على الثورة السورية.
وقال المرزوعي، "اللهم انصر بوتين على داعش وجبهة النصر وأحرار الشام نصرا مبينا وعزا مكينا اللهم انصر إخواننا الروس على أعداء الإنسانية يا رب العالمين"، على حد زعمه.
الناشطون الإماراتيون والخليجيون والعرب تصدوا لهذا المغرد الذي يخترق الإجماع الشعبي الإماراتي ويسيء لمشاعر الشعب الإماراتي قبل أن يسيء للآخرين. فقد سبق له أن تمنى أن تقضي إسرائيل على المقاومة الفلسطينية وعلى أهل قطاع غزة بذريعة حركة حماس.
الناشطون أشاروا إلى أن المقصود من التغريدة هو أحرار الشام بصورة أساسية كونها محسوبة على إخوان سوريا أكثر من حرصه على التخلص من داعش الذي يتجنبه بوتين الذي يدعو له المرزوعي بالنصر.
ويتساءل ناشطون هل هذا هو الموقف الحقيقي لجهاز الأمن وللجهات والشخصيات المحسوبة عليه؟! مستدلين بأن صحف المحلية وخاصة صحيفة البيان تمجد العدوان الروسي على سوريا وتحاول تسويقه على أنه حرب ضد الإرهاب وأن قام به بوتين هو ما قامت به الرياض في اليمن مع ثبوت الاختلاف في كل عناصر المقارنة بين حالة اليمن التي فيها حكومة شرعية يعترف فيها كل العالم مقابل حكومة دمشق التي لا يعترف بها سوى طهران وموسكو.
ورأى مراقبون أن بعض المقالات التي تنشر في الاتحاد هذه الأيام وتظهر انتقادات للتدخل الروسي من "باب ذر الرماد في العيون" على حد تعبيرهم، معتبرين أن الموقف الحقيقي ولكن غير المعلن هو ما عبر عنه "المزروعي".
ويرى الناشطون أن تشجيع أبوظبي للحرب الروسية في سوريا لا تختلف عن مشاركتها فرنسا في الحرب ضد إسلاميي مالي عام 2013 ولا في مساندة نظام السيسي ضد ثوار ليبيا وفق تأكيدات مركز الخليج لسياسات التنمية في تقريره السنوي لعام 2015 الثابت والمتحول. إذ يؤكد هؤلاء الموقف العدائي "الحاسم" من جانب جهات وشخصيات أمنية وتنفيذية ضد التوجهات الإسلامية وضد الثورات العربية حتى ولو لم يكن للإسلاميين حضور فيها أيضا.
وبدأت روسيا بشن عدوان واسع النطاق ضد الثورة السورية وسط معارضة الرياض وأنقرة والدوحة وشعوب العالم العربي والإسلامي لهذا التدخل بما يفيد إيران وتعزيز قوتها ونفوذها في المنطقة بعد توقيع الاتفاق النووي مع الغرب في يوليو الماضي. وبدأ العدوان بعد زيارة قام بها عبد الفتاح السيسي وولي عهد أبوظبي محمد بن زايد والعاهل الأردني وهي زيارة متزامنة للتدخل الروسي.