سلطت صحيفة "القدس العربي" اللندنية من خلال مراسلها في نواكشوط الضوء على زيارة وزير الخارجية الشيخ عبد الله بن زايد إلى موريتانيا واجتماعه بالرئيس محمد ولد عبد العزيز وتوقيع اتفاقيات ثنائية ذات طابع اقتصادي.
و وصفت الصحيفة العلاقات بين الإمارات وموريتانيا إثر هذه الزيارة بالقول، "تتجه للمزيد من التطور والتنوع على غرار العلاقات بين نواكشوط والرياض التي انتعشت أخيرا."
وأضافت الصحيفة، "يرجع المراقبون هذا الانتعاش الذي تشهده علاقات الإماراتية الموريتانية حاليا للظرفية التي يمر بها التحالف العسكري العربي في اليمن والحاجة الماسة لانضمام وحدات موريتانية مدربة للخطوط الأمامية في هذه الحرب"، على حد قولهم.
ووقع وزير الخارجية الشيخ عبدالله بن زايد مع نظيره الموريتاني حمادي ولد أميمو اتفاقيتين تتعلق أولاهما بتشجيع وحماية الاستثمار في حين تتعلق الثانية بتفادي الازدواج الضريبي. ووقعت الاتفاقيتان بعد جلسة عمل مطولة بين الوزيرين الإماراتي والموريتاني تناولت، حسب الوكالة الرسمية، القضايا الثنائية ذات الاهتمام المشترك وسبل تطوير ودعم العلاقات بين البلدين الشقيقين.
وعقبت الصحيفة على هذه العلاقات بالقول، "وقد ظلت علاقات موريتانيا بالإمارات العربية المتحدة علاقات طبيعية وقوية منذ إقامتها مطلع سبعينيات القرن الماضي".
وبعد أن سردت الصحيفة تاريخ العلاقات الإماراتية الموريتانية والتي كان أساسها الاقتصاد بدرجة أولى، قالت، "ثمة عوامل ساعدت في توطيدها (العلاقات بين أبوظبي ونواكشوط) في الفترة الحالية، بينها موقف موريتانيا الثابت المؤيد لدولة الإمارات العربية المتحدة في قضية الجزر الثلاث: طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبو موسى المحتلة من قبل إيران؛ ومن هذه العوامل تأييد موريتانيا للتحالف العسكري العربي الذي يحارب حوثيي اليمن واستعدادها لإرسال مقاتلين من الجيش الموريتاني للانضمام لقوات التحالف.
وتابعت الصحيفة، "يمكن أن ينضاف لهذا تلاقي سياسات الحكومتين النابذة لجماعة «الإخوان المسلمين» حيث تخوض الإمارات حربا مفتوحة ضدهم، فيما سبق للحكومة الموريتانية أن واجهتهم بمضايقات لا يزال بعض جمرها متقدا وإن تحت الرماد"، على حد تعبيرها.
وساند الإعلام الإماراتي الرئيس الموريتاني بقوة في فترة الانتخابات الرئاسية الأخيرة إلى جانب تحاملها على المعارضة الموريتانية وخاصة الإسلامية منها، وهو أحد محددات السياسة الخارجية للدولة وفق ما يرى محللون سياسيون.