أطلقت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية التابعة للأمم المتحدة في جنيف تحذيراً من إعصار نادر في بحر العرب يطلق عليه اسم "شابالا"، ينتظر أن يضرب شمال اليمن وساحل عمان المجاور بسرعة رياح تتراوح ما بين 220 و230 كيلومترا في الساعة، مصحوباً بأمطار غزيرة قد تؤدي إلى انزلاقات في التربة بحلول منتصف ليل بعد غد الاثنين.
وشكلت السلطات اليمنية في حضرموت لجنة طوارئ لمتابعة الإعصار واتخاذ ما يمكن من إجراءات احترازية ووقائية، فيما أجلت السلطات العمانية سكان جزيرتي الحلانيات ومصيرة، تحسباً لمرور الإعصار، وباشرت بإرسال تعزيزات بشرية وآليات ومعدات إلى محافظتي ظفار والوسطى.
وقالت المتحدثة باسم المنظمة العالمية للأرصاد كلير نولس، "إن الإعصار ذا التأثير الاستوائي القوي ومصدره بحر العرب يتكثف بسرعة شديدة، ويعتبر إعصاراً قوياً للغاية سيتحول خلال الساعات الأربع والعشرين المقبلة بسرعة رياح تتراوح ما بين 220 و230 كيلومترا في الساعة إلى عاصفة فائقة الأعاصير، وينتظر أن يضرب من الفئة الرابعة في طريقه شمال اليمن وساحل عمان المجاور بحلول منتصف ليل الاثنين". ونبهت في مؤتمر صحفي في جنيف إلى أن تركز معظم البنية التحتية في اليمن مثل الموانئ والطرق والمدن في الجنوب الغربي سيجعل من تأثير الإعصار على مناطق اليمن التي سيضربها أقل منه، مقارنة بمناطق ينتظر أن يمر بها مثل صلالة في سلطنة عمان.
وحذرت من الآثار الخطرة المتوقعة بشكل خاص من الأمطار الغزيرة "جداً جداً جداً" المصاحبة للإعصار خلال الأيام الأربعة أو الخمسة المقبلة، حيث يوجد احتمال كبير لانهيارات طينية بالأرض والتربة في المناطق المعرضة للخطر وأضرار جسيمة جداً على شبكات المياه والصرف الصحي، كما حذرت من الرياح العاتية التي ستصاحب الإعصار وآثارها على المناطق العمرانية التي سيمر بها خاصة المناطق الساحلية.
وأوضحت نوليس أنه بسبب الهواء الجاف للصحراء العربية، وانخفاض الطاقة الحرارية في المحيط، فلا يتوقع انحسار العاصفة قبل بلوغها اليابسة، مرجحة أن تضرب العاصفة الأرض بإعصار من الفئة الأولى، بسرعة رياح تصل إلى 160 كيلومتراً في الساعة، وربما رياح عاتية جداً لم تشهدها المنطقة من قبل. ونوهت بأن الأعاصير المدارية نادرة للغاية في جزيرة العرب بشكل عام، مؤكدة أن التغيرات المناخية في المنطقة والملحوظة للغاية قد تصحبها في الفترة المقبلة ظواهر من هذا النوع، ومشيرة إلى تقارير تفيد بأن المنطقة قد تشهد في أيام تساقطات تعادل عاما من الأمطار.
وقالت إن ظهور شابالا ناجم ربما عن اختلاط درجات حرارة المياه الدافئة والتحولات في الأرصاد الجوية، موضحة أنه من الممكن أن يلعب التغيير المناخي دورا، لكن من المستحيل أن ينسب إعصار واحد إلى ارتفاع درجات الحرارة، واعتبرت انه وسط تغير المناخ، نحن نتجه فعلياً إلى المجهول، وعلينا أن نكون مستعدين لمواجهة ما هو غير متوقع.