شهدت العاصمة القطرية الدوحة، اليوم الاثنين، توقيع اتفاق سلام تاريخي بين قبيلتي التبو والطوارق الليبيتين، لتنتهي بذلك الحرب الدامية بينهما والتي استمرت لعامين.
والتقى ممثلون عن القبيلتين لأول مرة منذ عامين، الخميس الماضي، في الدوحة وأجريا مباحثات مباشرة حول آلية إيقاف إطلاق النار والحرب، وتوقيع ميثاق صلح فيما بينهما.
وينتشر أفراد قبيلتي التبو والطوارق، بالمناطق الحدودية التي تجمع ليبيا مع دول أفريقية عدة كالنيجر وتشاد والسودان ومالي، منذ أن اندلع الصراع فيما بينهم.
ومنذ سبتمبر 2014، تدور اشتباكات متقطعة بين قبائل "التبو" والطوارق"، سقط خلالها أكثر من 300 شخص، و2000 مصاب، لدى الطرفين، بحسب مصادر طبية من المشفيين الحكوميين ببلدتي أوباري، ومرزق المجاورة، وذلك رغم الاتفاق الذي توصل إليه الطرفان في الـ22 من الشهر نفسه.
وتعود جذور المشكلة بين الطرفين إلى مشاجرة بين أفراد أمن من قبائل "الطوراق"، ومواطن من الطرف الآخر في ذلك اليوم، ازدادت حدته لتصل إلى اشتباكات مسلحة بعد قيام مسلحين ينتمون للتبو بالهجوم على مركز الأمن الوطني (مركز شرطة) تسيطر عليه جماعة مسلحة تابعة للطوارق.
وكان دبلوماسيون إماراتيون اعترفوا لنظرائهم الليبيين عن إرسال أبوظبي أسلحة لطرفي الصراع في الجنوب بهدف تشجيعها على الانفصال عن ليبيا وذلك بعلم من رئيس حكومة طبرق عبدالله الثني وفقا ما نشرت صحيفة الشروق الجزائرية في أغسطس الماضي.
والطوارق، أو أمازيغ الصحراء، هم قبائل من الرحّل والمستقرين يعيشون في صحراء الجزائر، ومالي، والنيجر وليبيا وبوركينا فاسو، وهم مسلمون سنة، ولا توجد أرقام رسمية حول تعداد الطوارق في ليبيا، إلا أن بعض الجهات تقدر عددهم بما بين 28 و30 ألفاً، من أصل تعداد سكان ليبيا البالغ نحو 6.5 مليون نسمة.
أما قبائل التبو (غير عربية) فهم مجموعة من القبائل البدوية تسكن جنوبي ليبيا، وشمالي النيجر، وشمالي تشاد، وقد اختلف المؤرخون في تحديد أصولهم، فقال بعضهم إنهم يرجعون في أصولهم التاريخية إلى قبائل "التمحو" الليبية القديمة، وذهب آخرون إلى أنهم قبائل "الجرمنت"، وهي قبائل كانت تسكن جنوبي ليبيا، في حين يقول فريق ثالث إنهم من قبائل ليبية قديمة كانت تسمى "التيبوس" وتسكن شمالي البلاد.