تستعد العاصمة السعودية الرياض لنشاط دبلوماسي مكثف يتمثل في عقد عدد من القمم بين خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وقادة إقليميين ودوليين.
ونسب الموقع الإخباري "إيلاف" إلى مصادر دبلوماسية قولها "إن ملفات مهمة متعلقة بالعلاقات الثنائية والتطورات الإقليمية والدولية ستتصدر القمم المقبلة"، في إطار تصريحات للموقع حول النشاط الدبلوماسي المرتقب الشهر المقبل للعاهل السعودي.
وبحسب المصادر، فإنه عقب زيارته المرتقبة في ديسمبر المقبل إلى قطر، فإن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان سيزور السعودية، حيث سيتحادث مع الملك سلمان حول العديد من الملفات التي مهمة من شأنها زيادة التعاون بين البلدين، لا سيما في المجالات الأمنية والاقتصادية والتجارية، وذلك على ضوء المقررات التي اتفق عليها الجانبان على هامش قمة العشرين التي انعقدت في الأوان الأخير في أنطاليا التركية وشارك فيها الملك سلمان.
وتكتسب زيارة أردوغان للرياض أهمية خاصة نظرا لتزامنها مع التوتر السائد في علاقاتها مع روسيا في أعقاب إسقاط سلاح الجو التركي مقاتلة روسية اخترقت الاجواء التركية الأسبوع الماضي. وتتشارك أنقرة والرياض ذات المواقف السياسية في عدد من ملفات المنطقة وأهمها الثورة السورية ورفض العدوان الروسي.
كما تشهد الرياض في العاشر من الشهر المقبل قمة قادة دول مجلس التعاون الخليجي ال"36" والتي ستبحث التحديات الأمنية التي تواجه دول الخليج وفقا لتصريحات لوزير خارجية البحرين خالد بن أحمد آل خليفة.
وأشارت المصادر إلى أن الأزمة السورية لن تكون غائبة عن القمة السعودية المنتظرة، وهي أيضاً ستكون حاضرة في قمم تالية في الرياض من بينها القمة المنتظرة مع العاهل المغربي الملك محمد السادس الذي منتظر أن يقوم بزيارة للمملكة في ديسمبر المقبل وهي الثانية خلال هذا العام والثالثة من نوعها خلال عامين، وكذلك القمة المنتظرة مع الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي.
وكان الناطق الرسمي باسم الرئاسة التونسية، معز السيناوي أعلن في وقت سبق أنّ رئيس الجمهورية الباجي قائد السبسي سيؤدي زيارة للمملكة العربية السعودية يوم (22|12).
وينتظر أن يلتقي السبسي خادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبد العزيز، ومسؤولين سعوديين، لإجراء مباحثات حول العلاقات الثنائية والقضايا الدولية ذات الاهتمام المشترك.
و فضلا عن الزعماء العرب والرئيس التركي، فإن الرياض تستعد لزيارة هي الأولى من نوعها للرئيس المكسيكي أنريكو بينا نيتو.
وستتركز القمة السعودية ـ المكسيكة على العلاقات الثنائية فضلا عن التطورات الدولية بما في ذلك أسعار النفط وانتهاج سياسة موحدة بين البلدين في إطار (أوبك).
يذكر أن التبادل التجاري بين السعودية والمكسيك قارب ألـ 1.3 مليار دولار في السبع سنوات الماضية في مجال المواد الغذائية والزراعية، حسب تصريحات للسفير المكسيكي في الرياض أرتورو تريخو.
وقال السفير إن طموحات الجانبين هي السعى لتطوير التبادل التجاري في السنوات المقبلة، مشيرا إلى أن العلاقة التجارية بين البلدين ازدادت 5 أضعاف طوال السنوات العشر الماضية الأمر الذي يشير إلى توفر الكثير من الفرص المثيرة للاهتمام التي يمكن القيام بأعمال الترويج لها، مشيرا إلى العلاقة المتينة التي تربط البلدين والتي أسهمت في إيجاد تعاون بينهما بكافة المجالات.
وتسعى السعودية لتنويع علاقاتها الدولية سياسيا واقتصاديا على نطاق واسع بما فيها روسيا التي بدأت مؤخرا استهداف مصالح الرياض الاستراتيجية العليا مع عدوانها على الشعب السوري الذي سيدخل الأثنين القادم شهره الثالث.