فيما كانت دول الخليج والدول العربية ومعظم دول العالم تندد بانتهاك مخربين إيرانيين حرمة البعثات الدبلوماسية باقتحام سفارة السعودية بطهران وإحراق قنصليتها بمشهد كان المسؤولون الإيرانيون يواصلون مع مليشياتهم الشيعية في العراق ولبنان صلفهم وتصريحاتهم الاستفزازية والعدوانية ضد السعودية متوعدين "بعقوبات إلهية" أو الهجوم على العائلة الحاكمة ومزاعم إسقاط النظام، في حين لم تصدر كلمة إدانة واحدة بشأن الاعتداء على البعثات الدبلوماسية من جانب إيران.
فقد أعلن وزير الخارجية السعودية، عادل الجبير، في وقت متأخر من الليلة الماضية قطع العلاقات الدبلوماسية بين بلاده وبين إيران، على خلفية الاعتداءات التي طالت السفارة والقنصلية السعوديتين في هذا البلد.
وأضاف الجبير، في مؤتمر صحفي عقده بمقر وزارة الخارجية السعودية في الرياض، أن الاعتداءات أتت بعد تصريحات نظام إيران العدوانية التي شكلت تحريضاً شجع على العدوان، مؤكداً أن "النظام الإيراني يحمل سجلاً طويلاً من الاعتداء على البعثات الدبلوماسية".
وتابع الجبير، والرياض"تطلب مغادرة جميع أفراد البعثة الدبلوماسية الإيرانية (…) خلال 48 ساعة».
واعتبر الجبير أن «تاريخ إيران مليء بالتدخلات السلبية والعدوانية في الشؤون العربية ودائما ما يصاحبه الخراب والدمار».
ورأى أن الاعتداء على السفارة في طهران والقنصلية في مدينة مشهد يشكل «انتهاكا صارخا لكافة الاتفاقيات والمواثيق والمعاهدات الدولية».
وكانت حرب التصريحات والتهديدات الإيرانية للمملكة اشتعلت بعد إعلان الرياض إعدام نمر النمر بعد إدانته بالتحريض على القتل والعصيان، وبدأت التنديدات تنهال من إيران ومنابرها في لبنان واليمن والعراق وغيرها، ومن بينها تصريح "وقح" منسوب لنجل المرشد الأعلى الإيراني أحمد خامنئي يهدد فيه بسحق الأسرة الحاكمة في السعودية، على حد زعمه.
وتزامن هذا مع رصد انطلاق آليات عسكرية سعودية تجاه مدينة «القطيف»، تحسبا لأي احتجاجات على إعدام نمر النمر.