أكد وزير الخارجية الامريكي جون كيري الأحد وجود “تحالف” و”صداقة قوية” بين واشنطن والرياض وأن علاقتهما لم تتغير بفعل الاتفاق النووي مع إيران.
وقال كيري قبيل اختتام زيارته للرياض “لدينا علاقة صلبة، تحالف واضح، صداقة قوية، كما عهدنا دوما مع المملكة العربية السعودية. لا شيء تغير لأننا عملنا على الغاء سلاح نووي مع بلد في المنطقة”.
وكان مراقبون قد اعتبروا أن بعض الأحداث الأخيرة التي تمثلت بعملية تبادل الأسرى والاتفاق النووي وفتح قنوات دبلوماسية بين وزير الخارجية الأمريكي جون كيري ونظيره الإيراني جواد ظريف تدل على تحسن في العلاقات بين الولايات المتحدة وإيران بعد عقود من الأعمال العدائية.
إلا ان هناك اتجاهات أقوى ترجح أن إيران لن تغير مسارها بشكل كبير بشأن الصراعات الملحة الأخرى مع الغرب مثل الإرهاب والصراع السوري والتدخلات في العراق ولكن في الوقت نفسه هنالك رؤية متفائلة على نطاق ضيق في الولايات المتحدة بأنه ليس من المستبعد أن يترجم زخم الاتفاق النووي إلى تحولات كبيرة في السياسة الإيرانية وخاصة فيما يتعلق بالصراعات المستعصية الأخرى في الشرق الأوسط.
ويرى محللون، أن الأيام المقبلة ستختبر مدى حرص طهران على العودة للمجتمع الدولي ومدى رغبة الولايات المتحدة في منح إيران الفرصة في حل المشاكل الكبرى.
الاختبار الاول، سيأتي هذا الاسبوع، مع استئناف المحادثات الرامية لانهاء الحرب الأهلية في سوريا، حيث تدعم طهران بثبات الرئيس السوري بشار الأسد في موقف مناقض تماما للولايات المتحدة والدول الغربية والخليجية، وقد حافظت إدارة اوباما على توقعات منخفضة جدا من هذه الاجتماعات، ووفقا لقول مسؤول كبير في الإدارة الأمريكية فان إيران لن تتغير بشكل كبير لعدة سنوات مقبلة ولكنها إذا أذعنت بطريقة أكثر ايجابية فان ذلك سيكون مؤشرا على تطورات ايجابية في حل القضايا الصعبة، اما إذا رفضت التعاون فالولايات المتحدة مستعدة لمواصلة فرض العقوبات وبالتالي الاستمرار في الخلافات القوية.
أما منتقدو الاتفاق النووي فيتوقعون مستقبلا أشد قتامة في العلاقات بين الولايات المتحدة وإيران مع تدفق عشرات المليارات إلى خزائن طهران بسبب الاتفاق النووي، فهم يتوقعون أن تستخدم طهران هذه الأموال لتمويل الإرهاب والعمليات العسكرية الموالية للأسد مما سيزيد من استعداء الغرب.
وكان كيري قد ندد السبت (23|1) من الرياض بحزب الله وبترسانة الأسلحة التي بحوزته قدمتها له إيران عبر سوريا، وفق تصريح كيري، الذي أكد مع الجبير على أن إيران مصدر لتمويل الإرهاب وأن جزءا من الأموال التي سوف يُفرج عنها ستذهب لتمويل الإرهاب.
ويرى مراقبون أن العلاقات الإيرانية الأمريكية ستكون على المحك بعد نوفمبر المقبل بعد انتخابات الرئاسة الأمريكية والتي من المتوقع أن يفوز فيها أحد المعارضين للاتفاق النووي مع طهران، أو بعد انتخابات إيرانية تأتي بشخصية غير روحاني.
وكان كيري التقى بالملك سلمان وناقشا التصدي للتدخلات الإيرانية في الشؤون الخليجية والعربية، كما التقى كيري مع وزير الدفاع السعودي محمد بن سلمان لذات الأمر.