قال الأمير تركي الفيصل المدير السابق للمخابرات السعودية الثلاثاء في باريس عشية زيارة الرئيس الايراني حسن روحاني لفرنسا، إن إيران “يجب أن تعتذر” للسعودية على حرق السفارة السعودية مطلع يناير الجاري بعد قيام مخربين إيرانيين بمهاجمة البعثات السعودية في إيران.
وصرح الفيصل الذي يزور باريس “عليهم أولا أن يتوجهوا إلينا ويقولون إنهم يعتذرون عن حريق السفارة وتبعاته”.
وكانت الخصومة المزمنة بين إيران والسعودية تحولت في بداية يناير الحالي إلى أزمة مفتوحة مع قطع العلاقات الدبلوماسية بعد تخريب السفارة السعودية في طهران من قبل متظاهرين. وتلت تلك التظاهرة إعدام سلطات الرياض لمواطن سعودي أدين بالإرهاب والتحريض على العنف.
من جهة أخرى قال الفيصل الذي كان شغل أيضا منصب سفير السعودية في واشنطن أن على الإيرانيين “الكف عن التدخل في الشؤون العربية”.
وتتواجه الرياض وطهران بشكل غير مباشر من خلال نزاعات في المنطقة وخصوصا في سوريا والعراق واليمن.
وأضاف الفيصل “ليس من مصلحة أي من البلدين” الدخول في حرب.
وتأتي تصريحات الفيصل عشية زيارة تاريخية لفرنسا يقوم بها الرئيس الإيراني حسن روحاني من المقرر أن يعلن خلالها عقودا صناعية مهمة بعد رفع العقوبات الدولية عن طهران التي كانت مرتبطة بالملف النووي.
واتهم الفيصل القادة الإيرانيين بأنهم “يحاولون الظهور بمظهر اللطفاء جدا والدبلوماسيين جدا إلى آخر (مظاهر) الطيبة (..) لكن ما يفعلونه سرا مناقض تماما لذلك” مشيرا خصوصا إلى وجود الحرس الثوري الايراني في العديد من نزاعات المنطقة.
وأعلن قائد الحرس الثوري محمد جعفري أن 200 ألف إيراني يقاتلون في العراق وسوريا واليمن لصالح إيران.
ولاقى الاعتداء على البعثات السعودية إدانة خليجية وعربية ودولية واسعة النطاق دفعت بدول خليجية وعربية لقطع علاقاتها الدبلوماسية مع طهران تضامنا مع الرياض.
ولمواجهة الانتقادات الدولية أعلنت إيران أكثر من مرة عن اعتقال عشرات الإيرانيين على خلفية حرق السفارة، وقدمت اعتذارا أمام مجلس الأمن ولكنها لم تقدم اعتذارا للرياض.