نقل موقع منتدى الصحافيين الشباب في إيران “باشكاه خبرنكاران إيران” عن وزير الدفاع الإيراني حسين دهقان قوله إن السعوديين يتحدثون هذه الأيام عن إمكانية تدخلهم العسكري في سوريا بطلب من الولايات المتحدة، زاعما أن هدف هؤلاء من كل هذه التحركات هو حماية كيان الاحتلال الاسرائيلي واستنزاف قدرات كل بلد يمكن أن يشكل تهديدا لأمن إسرائيل، معتبرا أن السعودية وقطر والإمارات تسخّر قدراتها لصالح أجندة أمريكا من دون أن تحصل على شيء في المقابل.
وزعم دهقان في حديث بمناسبة ذكرى الثورة نقله الموقع أن “أمريكا هي التي تعطي أوامر للسعوديين بشأن الموقف من التطورات الميدانية في سوريا. فبعد الفضائح والهزائم التي منيت بها في أفغانستان والعراق أصبحت الولايات المتحدة تتجه أكثر فأكثر لتوسيع رقعة حروب النيابة التي تخوضها لتدمير بلدان المنطقة من دون أن تتحمل الكلفة الباهظة لهذه الحروب، وما تريده أمريكا هو أن تتلاشى قدرات البلدان الإسلامية وتخسر كل مقومات قوتها البشرية والمادية بعد أن يتم استنزافها في صراعات تدمر كل شيء، انظروا الآن كم سنة تحتاج سوريا والعراق للعودة إلى ما كانت عليه في السابق، وكم من الأموال يحتاج البلدان لإعادة البناء؟ أمريكا طبعا لن تنفق شيئا من أموالها فقد تناولت ملح الحساء بينما لم تتذوق السعودية وقطر والإمارات سوى رغوة الحساء”، على حد تعبيره.
وتابع زاعما: السعوديون يبدون اهتماما هذه الايام للحديث عن تدخلهم العسكري المحتمل في سوريا وذلك بعد أن تغير ميزان القوى على الأرض في سوريا وبعد أن هُزمت كل خططهم في المنطقة، لقد هُزموا في لبنان بعد أن انفقوا الكثير دون أن يحصلوا على شيء يُذكر، وفي العراق لم يطيقوا وجود حكومة يترأسها الشيعة فعملوا كل ما في وسعهم لإضعاف العراق حتى إسقاطه أو تجزئته وكل ذلك بالتعاون مع الأتراك والأمريكيين والإسرائيليين، وفي سوريا قاموا بتهيئة وتجهيز الجماعات الإرهابية، واليوم يتحدثون وكأنما هم بعيدون عن الساحة السورية ولم يتدخلوا فيها بعد”.
وعن موقف إيران في حال دخول قوات سعودية إلى سوريا، قال إن دخول أي قوات لبلد آخر يجب أن يتم بدعوة وموافقة من ذلك البلد، كما في حضور مستشارينا العسكريين. وإذا كانت السعودية تريد حقا أن ترسل قواتها لسوريا فهذا يعني أنها تريد تأجيج الحرب وتوسيع دائرتها وهذا التطور لن يعود بالفائدة على السعوديين والأتراك والأمريكيين، زاعما أن السعوديين “ليسوا أهل ميدان، وإذا تورطوا في سوريا سيكون الخروج صعبا عليهم، لقد اعتقدوا من قبل أنهم سيدمرون شعب اليمن الفقير في بضعة أيام ولكنهم حتى اليوم عجزوا عن مواجهة أناس بسطاء يحملون أسلحة عادية، فكيف سيكون حال السعوديين إذن لو تدخلوا في سوريا وهي ليست بلدا جارا لهم ولا يعرفون شيئا عن طبيعة أراضيها، مرة أخرى أقول هؤلاء العرب ليسوا أهل حرب”.
ومنذ إعلان السعودية استعدادها لإرسال قوات إلى سوريا وفقد الإيرانيون صوابهم وأخذوا يدلون يوميا من التصريحات الدعائية بهدف دفع الرياض للتردد من إنقاذ الشعب السوري.
وقد رأى ناشطون أن وزير الحرب الإيراني نسي أن عرب الجزيرة العربية هم الذين حطموا إمبراطورية الفرس قبل نحو 14 قرنا يوم أن كانت فارس إحدى أعظم إمبراطورتين في ذلك التاريخ ولم يكن العرب سوى قوة ناشئة، ولا تزال إيران تحاول عبثا إعادة تلك الإمبراطورية المقبورة للحياة، ويتناسى أن عرب دول الخليج هم من وضعوا حدا لفتنتهم في البحرين ولتمردهم في اليمن وسيضعون حدا لوجود في الشام وسائر الدول العربية.