أحدث الأخبار
  • 01:24 . باكستان.. مقتل أربعة من قوات الأمن بصدامات مع متظاهرين مؤيدين لعمران خان... المزيد
  • 12:56 . "الهوية والجنسية" تحدد ست خطوات لإصدار تصريح مغادرة إلكترونياً... المزيد
  • 12:02 . جيش الاحتلال يقتحم جامعة بيرزيت الفلسطينية ويعتقل طالبين... المزيد
  • 11:49 . وفد وزاري إماراتي يبحث في تركمانستان فرص التعاون الاقتصادي... المزيد
  • 11:26 . "البرهان" ينفي مزاعم وجود تسوية او تفاوض مع "الدعم السريع"... المزيد
  • 11:21 . ألمانيا تحيل أشخاصا للمحاكمة بزعم انتمائهم لحماس... المزيد
  • 10:56 . هل تمثل سرعة القبض على المتهمين بقتل الحاخام الإسرائيلي نجاحاً لأبوظبي؟... المزيد
  • 10:40 . "الاتحاد للطيران" تتوقع نقل 21 مليون مسافر في 2025... المزيد
  • 10:32 . مواجهات في إسلام أباد بين متظاهرين مؤيدين لعمران خان وقوات الأمن... المزيد
  • 10:24 . "تعاونية الاتحاد" تدرس التحول إلى شركة مساهمة عامة... المزيد
  • 10:21 . تقرير: نمو القروض بالبنوك الكبرى في الدولة يتباطأ إلى 3.5% في الربع الثالث... المزيد
  • 10:08 . ندوة حقوقية تسلط الضوء على انتهاكات أبوظبي لحقوق الإنسان... المزيد
  • 01:55 . أمام الأهلي السعودي.. العين يواصل السقوط في دوري أبطال آسيا للنخبة... المزيد
  • 01:45 . كيف أثار مقتل الحاخام الإسرائيلي في الإمارات مخاوف أبوظبي؟... المزيد
  • 09:15 . تأكيدات إسرائيلية باقتراب اتفاق وقف إطلاق النار مع لبنان... المزيد
  • 08:49 . "شوكولاتة دبي" تثير شراهة المستهلك الألماني... المزيد

السياسيون يخونون.. احذر التعامل مع الإنسان المؤدب أكثر من اللازم!

السيسي في حضرة الرئيس مرسي
وكالات – الإمارات 71
تاريخ الخبر: 11-02-2016


تجمعنا المناسبات باستمرار مع أناس يتمتعون بقدر عال من اللطف والأدب الجّم، من دون سابق معرفة، وحينذاك تدور العديد من الأسئلة داخل رؤوسنا، هل من مصلحة وراء توددهم المبالغ فيه؟ أم أنهم يحاولون الإيحاء لنا بأشياء قد نجهلها...؟ أم أن هذا السلوك تعبير عن شعور حقيقي لديهم...!

في محاولة للإجابة عن تلك التساؤلات، بينت نتائج بحث، نشر مؤخراً، أنه من الأفضل أن نكون حذرين تجاه سلوك هؤلاء الناس. فمن الصعب الفصل بين المجاملات العامة والأدب الاجتماعي، ولكن إذا قدم لك شخص ما في أي مكان إطراء أو مجاملة من دون معرفة سابقة أو مناسبة أو حتى سبب يحتم تلك المجاملة، فاعلم أن تلك علامة لسوء نية.

الاجتماع السنوي لجمعية برمجة الصوتيات واللغويات «AMACL» في بكين، توصل العلماء من خلال تحليل السمات الشخصية للفاعلين الرئيسيين وقادة الدول التي دخلت الحرب العالمية الأولى عبر آلية المحاكاة، أن الأشخاص الذين كان لديهم إفراط في المجاملات والآدب العامة على الأرجح كانوا الأكثر خيانة لحلفائهم وأصدقائهم، مقارنة مع الأشخاص غير المفرطين في إظهار الآدب الجّم للآخرين.

وتوصل باحثو (AMACL) بعد دراسة متأنية لنمط إدارة العلاقات السياسية والدبلوماسية التي سادت بين أطراف تلك الحرب، عبر نماذج المحاكاة وإعادة تجسيد أبطال تلك الحرب وحواراتهم المتعددة، إلى نتيجتين أساسيتين:

أولهما: الدبلوماسية الناعمة والهادئة ليست مصدراً للاطمئنان السياسي، بل على العكس يمكن أن تكون بداية للمؤامرات والخداع السياسي.

فهؤلاء اللاعبون الجدد سعوا لتوظيف كافة مهارات الاتصال والتواصل الاجتماعي والأهم المهارات السياسية التي سادت بتلك الحقبة الزمنية، وما أبرزته من أنماط حاكمة للتحالفات التعاونية والصراعية، فاكتشفوا وجود نمط سائد للخيانة السياسية يبدأ من خلال حدوث تغيير ملحوظ ومفاجئ من لغة التخاطب من الذين خانوا حلفائهم من الحدة أو المتوسط إلى الهدوء التام والسكنية، بحيث بات هؤلاء أكثر تهذبًا ومجاملة سياسية بشكل واضح.

ثانيهما: الشر يكمن في الآدب المفرط. ففي تحليل للغة المحادثات التي دارت بين ألمانيا والنمسا، كانت الأولى تتعامل بقدر عال من الدبلوماسية الناعمة مع النمسا وكانت المحادثات تدور حول مواجهة التهديدات المشتركة وطلب الألمان بصيغة أقرب للرجاء تحريك قوات النمسا نحو الشرق، ولكن بعدها مباشرة غزتها ألمانيا، وألقي بحديث الثقة المتبادلة من النافذة.

كما اكتشف العلماء أن الآدب المفرط والدبلوماسية الناعمة والمبالغ فيها أحياناٍ، كانتا جزءاً من استراتيجية الحرب، لا لتعزيز العلاقات بين جميع الأطراف.

والمفاجأة التي كشف عنها الكمبيوتر حينما زود بمحادثات هؤلاء القادة وسماتهم الشخصية، أن 57% كان لديهم ميول للخيانة، وهذا المعدل الكبير صدم الكثير من الحضور. وطبعًا كان من الممكن أن يكون المعدل أكبر لو زود الكمبيوتر بمواد إضافية غير المحادثات الصوتية التي تمت بين هؤلاء الزعماء والقادة.

وحينما نسعى لتطبيق تلك النتيجة على عالم العلاقات الإنسانية والاجتماعية الطبيعي، فإنه من المفيد جداً، حسب توصيف دانيسو نيكوليسكو ميزل عالم البرمجيات في جامعة «كورنيل»، أن نأخذ في الاعتبار نتائج تلك الدارسة لكي نكون أكثر حذراً وتمهلاً في إقامة علاقات مع تلك النوعية من الناس.

إلا أنها حسب قوله أيضاً لا يجب أن تتخذ هذا المعيار أو التقييم المسبق ــ المبدئي كأساس للحكم الوحيد أو المباشر على الآخرين من حولنا.

والنقطة الأساسية التي دعا إليها ميزل إعمال المقارنة ما بين اللغة التي يستخدمها الآخرين تجاهنا والسلوك العام لهم بوصفه مؤشرًا قوياً للتبوء بسلوكهم المستقبلي نحونا. فالحكم المسبق على الشخص المهذب جدًا بكونه لديه استعداد مسبق للخيانة والخداع، لا يجب أن يكون له مكان في تقييم العلاقات الإنسانية أو حتى العاطفية بشكل كلي أو حاسم، وإنما يجب وضع هذ السلوك في سياق أكبر للعلاقة نفسها، لتفحص وتبيان مدى مصداقية شعور هذا الإنسان من عدمه.

وتنطبق هذه الدراسة على قائد الانقلاب عبد الفتاح السيسي الذي مارس خداعا كبيرا ضد الرئيس محمد مرسي عندما أظهر أنه متدين وملتزم ويحفظ القرآن ويبكي في الصلاة مع إطلاق عدة تصريحات سابقة للانقلاب تذم الانقلاب حتى جاء وقت انقلابه الدموي في الثالث من يوليو.