نجح الأهلي في تحقيق هدفه خلال مباراة الوحدة على ستاد راشد، بالجولة التاسعة عشرة لدوري الخليج العربي، حينما فاز على الوحدة بثلاثة أهداف مقابل لا شيء، وأعتقد أن النتيجة ليست عادلة، لأن «العنابي» لا يستحق هذه الخسارة الكبيرة، والفارق في المستوى لم يكن كبيراً لمصلحة «الفرسان»، بدليل أن صاحب الأرض لم يسجل هدفيه الثاني والثالث، إلا في الثواني الأخيرة من اللقاء، وأرى أيضاً أن فالديفيا السبب الرئيس في خسارة الوحدة للمباراة، عندما حصل على البطاقة الحمراء، وأجبر فريقه على لعب ما يقرب من 50 دقيقة، في ظل النقص العددي، وبهذا الفوز يتمكن الأهلي من بلوغ النقطة 47، وانتزاع الصدارة، بفارق نقطة عن العين، ويبقى رصيد الوحدة عند 29 نقطة.
ومع بداية المباراة، وضح أن الفريقين يلعبان بطريقة واحدة، وهي «4 - 4 - 2»، وكانت ملاحظتي الوحيدة على تشكيلة الأهلي هي البداية بخميس إسماعيل في منطقة ارتكاز الوسط، وهذا يعني أنه يمنح الكثير من الاحترام لمنافسه، لأن خميس معروف بالأدوار الدفاعية في منطقة الارتكاز، في الوقت نفسه الذي يقوم فيه ماجد حسن أيضاً بأدوار دفاعية.
ومع مرور الوقت ظهر أن الوحدة يعود بأكمله إلى الخلف عند الهجمة عليه، خوفاً من استقبال هدف مبكر يخلط كل أوراقه، ويضعه في مركز رد الفعل، وفي المقابل فإن الدفع بإسماعيل الحمادي من البداية في تشكيلة الأهلي يعني أن صاحب الأرض لن يعتمد فقط على العمق في الهجوم، بل إنه يعتمد على الأطراف أيضاً، كما أن الحمادي يرتد إلى وسط الملعب سريعاً ليقوم بدوره الدفاعي أثناء الهجوم المعاكس.
ورغم البداية الهجومية إلا أن أول فرصة حقيقية في اللقاء من نصيب فالديفيا الذي أضاع هدفاً حقيقياً، لأنه يريد أن يسجل هدفاً جميلاً في «90 المرمى»، ولذلك اصطدمت في الدفاع الأهلاوي، لكن عقاب الأهلي كان قاسياً وسريعاً، حيث إنه سجل هدفه الأول عن طريق سياو في الدقيقة الحادية عشرة، وهو خطأ مشترك من لاعبي وسط الوحدة الذين أتاحوا لسياو الفرصة للتحرك، والحارس عادل الحوسني الذي يتحمل جزءاً من المسؤولية، ومن أجل ذلك سجل هدفاً من نصف فرصة، ووضع فريقه في المقدمة من نصف خطأ أيضاً، لأن أخطاء الوسط غير المباشرة تحتسب بأنصاف الأخطاء.
ورغم تقدم الأهلي، إلا أننا وطوال نصف الشوط الأول يمكن القول، إن الوحدة كان الأفضل تركيزاً في اللعب، وتنظيماً في الملعب، واستحواذاً على الكرة، وتحركاً بالكرة ومن دونها، وبخلاف المساحات في فرصة الهدف الأول للأهلي، فرض الوحدة حراسة جبرية على كل المساحات في منتصف ملعبه، ومن أجل ذلك حاول كوزمين إرباك دفاع «العنابي»، كانت أولى تدخلاته في تبديل مراكز سياو وإسماعيل الحمادي، حيث توجه الحمادي إلى اليسار، والحمادي إلى اليمين، مع تغيير آخر في الخطة، حيث أصبح الأهلي يلعب بطريقة «4 - 3 - 3».