ساعات قليلة فصلت بين محاضرة في إمارة عجمان حول "حرب اليمن واعتبارات الأمن القومي" والإعلان عن شهيد إماراتي جديد يشارك في عاصفة الحزم أثناء استعدادت لقواتنا في السعودية.
شهيد إماراتي
أعلنت القيادة العامة للقوات المسلحة قبل ظهر اليوم استشهاد أحد جنودها البواسل، عبيد سالم سعيد البدواوي، وذلك في حادث تدهور آليته العسكرية خلال أدائه واجبه الوطني أثناء تواجده في المملكة العربية السعودية للمشاركة في عملية " إعادة الأمل " ضمن التحالف العربي الذي تقوده المملكة للوقوف مع الشرعية في اليمن.
وتتقدم القيادة العامة للقوات المسلحة بتعازيها ومواساتها إلى ذوي الشهيد سائلة الله عز وجل أن يسكنه فسيح جناته ويتغمده بواسع رحمته.
وتكتفي القوات المسلحة عادة ببلاغات عسكرية مقتضبة لا تفي الشهداء حقهم في التكريم ولا الإماراتيين حقهم في الاطلاع على المعلومات.
اليمن والأمن القومي
عُقدت جلسة حوارية توعوية عن حرب اليمن نظمها المركز الثقافي التابع لوزارة الثقافة وتنمية المعرفة في عجمان، وقدّم فيها حمد بن غليطة ورقة «حرب اليمن ودور قواتنا المسلحة واعتبارات الأمن الوطني»،.
وقال حمد بن غليطة، السكرتير الخاص لحاكم عجمان، عضو المجلس الوطني الاتحادي، إن "عقيدة القوات المسلحة في دولة الإمارات هي عقيدة دفاعية وليست هجومية"، على حد تعبيره.
وأكد ابن غليطة، أن انضمام دولة الإمارات إلى قوات التحالف العربي، جاء لاستعادة الشرعية في اليمن،مثنيا على قرار المشاركة الإماراتية بعاصفة الحزم، حيث كان قراراً تاريخياً لم يتوقعه كثير من المراقبين، لأنهم ظنوا أن دول الخليج خائفة من إيران، ولكن أجابهم القرار، فهو قرار حكيم وقرار تاريخي.
وقال ابن غليطة إن المعارك لتحرير اليمن ما زالت مستمرة، والعصابات الحوثية تتلقى الهزائم يومياً، والإمارات بمشاركتها في هذه الحرب إنما تدافع عن نفسها.
ولكن محللين سياسيين يؤكدون أن العقيدة العسكرية لدولة الإمارات بعد وفاة المغفور له الوالد المؤسس الشيخ زايد كانت دفاعية بحت، ولكنها الآن هجومية بحت، مستدلين بأنها لو كانت دفاعية لبادرت قواتنا المسلحة بتحرير جزرنا الإماراتية من الاحتلال الإيراني ومقاومة الاحتلال عمل مشروع حتى في المواثيق الدولية.
أما فيما يخص أن المشاركة بحرب اليمن تدل على عدم الخوف من إيران، فإن محاولة تحرير الجزر هي المثال الحقيقي لذلك، ولو عبرت الدولة عن رغبتها بتحرير جزرها لوقفت كل الدول الخليجية والعربية والإسلامية مع الإمارات في حرب تحرير الجزر.
وفيما يتعلق بأن الدولة تدافع عن نفسها في اليمن من الخطر الإيراني والشيعي فهو جزء ضئيل من الحقيقة، كون مواجهة إيران والشيعة وحفظ الأمن القومي ضرورية في كل الساحات وليس في الساحة اليمنية فقط. فأبوظبي لا تمانع من سيطرة إيران على سوريا ودعم نظام الأسد رغم أن سوريا تهدد شمال الجزيرة العربية، وتدعم أبوظبي أيضا النظام الطائفي في العراق وتدعمه بالأسلحة لقتل جماعات سنية حتى وإن كانت إرهابية، إلا أن التخلص من هذه المنظمات يصب في النهاية لصالح المليشيات الشيعية وإيران.