أعلن الكرملين أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين سيلتقي يوم غد الخميس مع الشيخ محمد بن زايد ولي عهد أبوظبي، حيث الأزمة السورية ومساعي التسوية السلمية تتصدر أجندة المحادثات إلى جانب العلاقات الثنائية وقضايا إقليمة ودولية ذات اهتمام مشترك.
وأشار المكتب الإعلامي للرئاسة الروسية في بيان إلى أنه من المتوقع أن يجري خلال المباحثات الروسية الإماراتية تبادل للآراء بشأن الوضع في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.
وأضاف المكتب أن اهتمام الجانبين سيركز على التسوية السياسية في سوريا في إطار تنفيذ الاتفاقات الروسية الأمريكية حول وقف القتال في سوريا وكذلك قرار الرئيس الروسي سحب الجزء الأساسي من القوات الروسية من هذا البلد.
وتحادث الرئيس الروسي في الأوان الأخير عبر الهاتف مع عدد من القادة العرب وفي مقدمتهم العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز وأمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني حول الأزمة السورية، كما التقى في موسكو مع العاهل المغربي الملك محمد السادس.
ويشار إلى أن ولي عهد أبوظبي ونائب القائد الأعلى للقوات المسلحة كان زار موسكو في آب (أغسطس) 2015 حيث قالت تقارير حينها إن زيارته فتحت آفاقاً جديدة في شبكة العلاقات السياسية والتجارية والاستثمارية والسياحية بين الإمارات وروسيا الاتحادية.
وجاءت زيارة الشيخ محمد بن زايد تلك، تلبية لدعوة من الرئيس بوتين لحضور افتتاح فعاليات معرض (ماكس الدولي للطيران والفضاء 2015) والذي أقيم في موسكو، حيث جرت محادثات على هامش فعاليات المعرض حول علاقات التعاون والصداقة بين البلدين، ومناقشة تطورات القضايا الإقليمية والدولية الراهنة.
كما كانت أبوظبي ونظام السيسي من المؤيدين للعدوان الروسي على سوريا في إطار العداء للربيع العربي الذي يجاهرون به وإعادة تأهيل نظام الأسد. وكان الشيخ محمد بن زايد قد زار موسكو عدة مرات في وقت متقارب العام الماضي وقبيل بدء العدوان الروسي في (30|9)، كما أدان وزير الخارجية والتعاون الدولي الشيخ عبد الله بن زايد إسقاط أنقرة مقاتلة روسية اخترقت السيادة التركية معتبرا ذلك "عملا إرهابيا".
واتهم محللون سياسيون أبوظبي والقاهرة بتحريض بوتين على التدخل في سوريا حتى لا ينتصر تحالف السعودية - تركيا - قطر. وتأتي هذه الزيارة المفاجئة في أعقاب الانسحاب الروسي المفاجئ من سوريا، وهو انسحاب انتقدته عدة مقالات في الصحف الإماراتية الرسمية بزعم أن الانسحاب سوف يصب في مصلحة تنظيم الدولة رغم أن حجم استهداف القوات الروسية للتنظيم لم تتجاوز 10% على الأكثر وفق معلومات أممية ورسمية أوروبية وأمريكية وتركية.
كما زعم محللون أن توقف العدوان الروسي في سوريا جاء على خلفية وقف أبوظبي والمنامة تمويل الغارات الروسية، غير أن مراقبين استبعدوا أن يكون هذا السبب المباشر أو الحقيقي لوقف العدوان الروسي.