صرخ البرتغالي كريستيانو رونالدو بعنف في عمق «الكامب نو»، وبلغ الصدى أشده في أرجاء الملعب الذي عج بأنصار «البلوغرانا» الذين لم يتوقعوا السقوط بضربة قاضية من «الدون» صاحب المستوى المتراجع مقارنة بنجوم البارسا اللامعين، الأرجنتيني ليونيل ميسي، والبرازيلي نيمار، والأوروغوياني لويس سواريز، وهم من خطف الأنظار طوال الموسم، لكن نجمهم خفت كثيراً في «الكلاسيو»، أول من أمس، وخسروا المعركة 1-2 في مواجهة الإياب بالدوري الإسباني.
وعلى الرغم من ارتفاع سقف التوقعات لدى الكثيرين من أنصار البارسا، بتحقيق نتيجة عريضة أمام غريم يعاني الأمرين في حسابات الفوز بلقب الموسم الحالي، إلا أن «الأبيض الملكي» انتفض وحقق الفوز، بفضل القراءة الفنية النموذجية للمدرب الفرنسي زين الدين زيدان، وورقة السر التكتيكية المتمثلة في البرازيلي كاسيميرو، فضلاً عن براعة الحارس الكوستاريكي نافاس.
صحيح أن مشجعي برشلونة بكوا خلال المباراة على فقيد الكرة العالمية وباني أمجاد البارسا، الأسطورة الهولندية يوهان كرويف، إلا أنهم ذرفوا دموعاً أكثر مع الخسارة من الفريق الملكي، وبدأوا يعيدون حساباتهم للأيام والاستحقاقات المقبلة في الليغا ودوري أبطال أوروبا، فالمستوى التكتيكي الذي ظهر به الفريق لا يطمئن، خصوصاً أن النتيجة الحقيقية للكلاسيكو كانت أكبر، بعد أن ألغى الحكم هدفاً صحيحاً لنجم الريال غاريث بيل.
ولأنه برشلونة، زعيم الكرة الإسبانية والأوروبية في الموسم الماضي، ولأنه فريق ميسي ونيمار وسواريز، ولأنه مدرسة السحر الكروي، شعر عشاقه بالضيق، خوفاً من غروب شمس الانتصارات الكبيرة، ولو إلى حين، إذ لا يرضي غرورهم بطولة واحدة في الموسم، ويطمعون في ثلاثية جديدة وأكثر، فكيف وفريقهم يخسر بطولة بحد ذاتها اسمها «كلاسيكو الأرض»!