كشفت التحقيقات مع خلية الـ32 التجسسية المرتبطة بالاستخبارات الإيرانية، عن استغلال السفارة الإيرانية في الرياض عملها الدبلوماسي كغطاء لتوظيف عناصر جاسوسية داخل السعودية، فضلاً عن استخدام النساء وسيلة اتصال بين أعضاء الخلية وعناصر المخابرات.
وأظهرت التحقيقات أن نساء من بينهن زوجات لعناصر في المخابرات الإيرانية يقمن بنقل التوجيهات من المخابرات إلى أعضاء الخلية المكلفين بالتجسس، وحمل المعلومات وتوصيلها إلى عناصر المخابرات الإيرانية.
وتولى المتهم رقم 25 في الخلية "سعودي"، وهو في الستين من عمره، تقديم خدماته لعناصر الاستخبارات الإيرانية؛ وذلك بإيصال نساء إحداهن زوجة أحد عناصر المخابرات الإيرانية يدعى سيد محمد الطريقي إلى منزل أحد المتهمين، ومن ثم نقلهن مرة أخرى إلى أحد المجمعات التجارية؛ كي لا يكتشف أمرهن، وفق ما أفادت صحيفة "عكاظ".
ويواجه المدعى عليه عدداً من التهم أبرزها التخابر مع الاستخبارات الإيرانية وقيامه بأدوار مختلفة بحسب أوامرها؛ منها إيصاله زوجة أحد عناصر الاستخبارات الإيرانية إلى منزل أحد أعضاء خلية التجسس، ونقل سيدات أخريات من عناصر الاستخبارات الإيرانية لمواقع مختلفة داخل المملكة.
وتعود القضية إلى مارس 2013، عندما أوقفت السلطات الأمنية في السعودية 18 شخصا (16 سعوديا وآخران لبناني وإيراني) في أربع مناطق في المملكة، بتهمة "الانتماء إلى شبكة تجسس في المملكة وإقامة علاقات مباشرة مع أجهزة الاستخبارات الإيرانية"، قبل أن تطلق سراح المتهم اللبناني الذي ثبت أنه ليس له صلة بالقضية، وبعد ذلك تم القبض على بقية عناصر الخلية.
يشار إلى أن المتهم نفسه شارك في شبابه في القتال مع قوات الباسيج الإيرانية في مواجهة الجيش العراقية، خلال الحرب العراقية الإيرانية التي وقعت في عام 1980 واستمرت حتى 1988، وتعرض حينها لإصابة من جراء قذيفة تسببت له بإعاقة، وعاد إلى السعودية من العراق بعد انتهاء الحرب بسنوات، حيث دخل البلاد بطريقة غير مشروعة.
في حين يواجه المدعى عليه الـ26 تهمة تسليمه تقارير بناء على تعليمات جهاز المخابرات الإيرانية، إضافة إلى تردده على السفارة الإيرانية في الرياض، واجتماعه بعناصر الاستخبارات الإيرانية العاملين بالسفارة تحت غطاء العمل الدبلوماسي.