استقبل رئيس النظام السوري بشار الأسد الاثنين وزيراً جزائرياً، في زيارة نادرة لمسؤول عربي لدمشق منذ اندلاع الثورة السورية، حيث عرض الوزير تجربة بلاده في "المصالحة الوطنية"، بحسب وكالة الأنباء التابعة للنظام "سانا".
وقالت "سانا" إن بشار الأسد "استقبل اليوم (الاثنين) وزير الشؤون المغاربية والاتحاد الأفريقي وجامعة الدول العربية الجزائري عبد القادر مساهل"، وأضافت أن الأسد عبر "عن تقديره للموقف المبدئي الذي تقفه الجزائر مع سوريا".
واعتبر الأسد وفق الوكالة أن "الإرهاب لم يعد محلياً وإنما بات جزءاً من لعبة سياسية تهدف لضرب وإضعاف الدول التي تتمسك باستقلالية قرارها".
وعرض الوزير الجزائري من جهته خلال لقائه الأسد "التجربة الجزائرية في مواجهة الإرهاب والتطرف وتحقيق المصالحة الوطنية".
وتطرق الاجتماع الثنائي إلى "خطر الإرهاب وأهمية توحيد جهود جميع الدول في محاربته" بالإضافة إلى العلاقات الثنائية "وأهمية تعزيزها في كل المجالات وخصوصاً على المستوى الاقتصادي وتوسيع آفاق التعاون والتكامل بين البلدين بما يخدم الشعبين الشقيقين"، وفق الوكالة.
وتعد الجزائر التي شهدت في التسعينات حرباً أهلية استمرت عقداً وتسببت بمقتل مئتي ألف شخص، حليفاً تاريخياً لدمشق، وأبدت مرات عدة تحفظها على قرارات صادرة عن الجامعة العربية ضد النظام السوري.
وتأتي زيارة المسؤول الجزائري لدمشق بعد زيارة أجراها وزير خارجية الأسد وليد المعلم للجزائر في مارس الماضي، أشاد خلالها بعد لقائه عدداً من المسؤولين الجزائريين في مقدمهم الرئيس عبد العزيز بوتفليقة "بالاهتمام الذي توليه (الجزائر) لخروج سوريا من هذه الأزمة بأسرع ما يمكن".
ولكن الأهم أن زيارة المسؤول الجزائري جاءت للرد على القمة المغربية الخليجية التي انعقدت الأربعاء (20|4) بين الملك المغربي ونظرائه الخليجيين وصدر عن القمة بيانا مشتركا يصف فيه لأول مرة الصحراء الغربية المتنازع عليها بين المغرب والجزائر بأنها بالصحراء "المغربية" وهو الموقف الذي أغضب الجزائر. وسبق أن تحفظت الجزائر على وصف حزب الله بالإرهابي.
وباتت زيارات مسؤولين عرب لدمشق نادرة منذ تعليق جامعة الدول العربية عضوية سوريا فيها العام 2011، حث يبقى مقعد دمشق شاغراً في كل الاجتماعات العربية.
وفي أكتوبر زار وزير الشؤون الخارجية في سلطنة عُمان يوسف بن علوي دمشق والتقى الأسد، وذلك إثر زيارة مماثلة أجراها المعلم لعمان في أغسطس الماضي، حيث تعد سلطنة عُمان الدولة الخليجية الوحيدة التي لم تقطع علاقاتها الدبلوماسية والسياسية مع دمشق.