حدد مجلس أبوظبي للتعليم أربع فئات للمستفيدين من التقاعد والمزايا التي يمنحها المجلس للمتقاعدين، مشيراً إلى ضرورة استمرار مقدم طلب التقاعد على رأس عمله حتى نهاية العام الدراسي، فيما أشار معلمون حاليون وسابقون إلى أن مهنة التعليم فقدت جاذبيتها، وأصبحت بيئة طاردة للمواطنين، بسبب كثرة الأعباء الإدارية، ونظرة المجتمع، ومتطلبات سلم الترقي الوظيفي.
و أكد معلمون مواطنون حاليون ومتقاعدون، أن مهنة التعليم ستظل طاردة للعنصر المواطن، بسبب زيادة متاعب المهنة بصورة كبيرة، وقلة الحافز المالي والمعنوي، وافتقار المعلم للامتيازات الوظيفية، مقارنة بنظيره في القطاعات الأخرى بالدولة، وبطء وصعوبة التدرج الوظيفي، وتراجع مكانته وهيبته المجتمعية، ما دفع معلمين ذكوراً إلى العزوف عن الالتحاق بها أو الاستمرار فيها.
وقال المعلمون محمد حمدان، ومريم عبدالرحمن، وسمية حسن، وخولة سلمان، إن الأعباء المكلف بها المعلم وأوقات الدوام، والتي تستمر معه عند عودته إلى المنزل، تعد أحد أسباب التناقص والعزوف الذي يشهده المجتمع في تلك المهنة، بحسب ما نقلت عنهم صحيفة "الإمارات اليوم" المحلية.
وأوضحوا أن المعلمين المواطنين لا يزاولون مهنة الدروس الخصوصية، ويعتمدون على راتبهم فقط، ما أثر كثيراً في مستواهم المعيشي، وأدى إلى تراجع نظرة المجتمع لهم، وتجرؤ بعض الطلبة عليهم.
فيما أكدت معلمة اللغة العربية الحاصلة على جائزة خليفة التربوية، فئة المعلم الواعد، أسماء حسن البلوشي، أن اتجاه بعض المعلمين المواطنين إلى التقاعد أو الاستقالة، نتيجة للأعباء غير التدريسية المفروضة عليهم، مثل المهام الإدارية، والمناوبات، ورياضة الصف، وتجهيز التقارير، وتنفيذ المشروعات والأنشطة.
وذكرت البلوشي أن ميدان العمل التربوي له متطلبات شكلية لا يوجد لها أي أثر أو نتائج في تقدم الطلبة الأكاديمي، وتحمّل المعلمين أعباء إضافية ترهقهم، وتنفر العاملين من الاستمرار في المهنة، وتدفع الخريجين الجدد إلى عدم الالتحاق بها، منها ملفات الإنتاج، وتنظيم تدريبات التنمية المهنية في أيام الإجازات، والدوام المبكر قبل نهاية الإجازات.
وقال خليفة مصبح النعيمي إن هموم مهنة التدريس تتلخص في ضبابية وعدم وضوح شروط الترقي لوظيفة إدارية، وتدني تقدير المجتمع لمهنة التعليم، وكثرة الأعباء الوظيفية المصاحبة، وكثرة الالتزامات المرتبطة بالتعليم، والتي تستلزم إتمامها خارج وقت الدوام المدرسي، مثل التحضير والتصحيح ولقاء ذوي الطلبة، وغيرها، وتساوي المُجد المبدع مع المتكاسل المتخاذل في كثير من الأوقات، والتغيير الدائم في المناهج وطرق التدريس.
ومؤخرا كشف وزير التربية والتعليم حسين الحمادي أن 712 معلما استقاولوا من وظائفهم دون أن يتطرق لأية جهود بذلتها الوزارة لمعالجة مشكلات الميدان التربوي مكتفيا بالقول إنه لا يستطيع منع من يريد الاستقالة من تقديم استقالته بدلا من أن تقدم الوزارة حلولا لهذه الاعتراضات الميدانية والتي يمكن أن تؤدي إلى زيادة تراجع مستوى التعليم الذي يعاني بالأساس من جملة مشكلات وأزمات بلا حلول منذ أكثر من عقدين.