نشرت صحيفة "لوبوان" الفرنسية تقريرا تناولت فيه بالتحليل استراتيجية زيدان، وخططه في إدارة فريق ريال مدريد التي أدت إلى نجاحه في الترشح للدور النهائي لرابطة الأبطال الأوروبية.
وقالت الصحيفة، إن زين الدين زيدان نجح في تحقيق إنجازات عجز بينيتيز عن تحقيقها عندما كان مدربا في ريال مدريد، فقد تمكن المدرب الفرنسي بعد أربعة أشهر من قدومه للنادي الملكي من الترشح لنهائي رابطة الأبطال الأوروبية، واستعادة توازن الفريق.
وذكرت الصحيفة أن زيدان حقق المطلوب بعد أربعة أشهر من توليه مهمة تدريب ريال مدريد، فبعد هزيمته ضد أتلتيكو في بداية شهر فبراير، تمكن زيدان من قيادة النادي الملكي لتحقيق عشرة انتصارات متتالية في الدوري الإسباني، والمحافظة على حظوظ الفريق في الفوز ببطولة الدوري.
وأضافت الصحيفة أن زيدان نجح في تجاوز الأجواء المشحونة بين اللاعبين التي تسببت فيها سياسة بينيتيز في الفريق، وعمل على إعادة تنظيم البيت الداخلي، ما جعل اللاعبين يشعرون بثقة متزايدة في قدرة المدرب الفرنسي على قيادة الفريق رغم قلة تجربته في التدريب.
وذكرت الصحيفة أن زيدان يعتمد نظرية فريدة في إدارة ريال مدريد، لكنها تختلف أحيانا عن رؤية رئيس النادي، فلورنتينو بيريز، حيث يعتمد هذا الأخير على استثمار مليارات الدولارات للتعاقد مع المواهب الجاهزة، بينما تقوم نظرية زيدان على اكتشاف هذه المواهب داخل مراكز التكوين التابعة للنادي الملكي.
فمنذ قدومه لريال مدريد في شهر يناير، أدخل زيدان تعديلات مختلفة على تشكيلة الفريق بما يتناسب مع نظريته، من بينها وضع خامس رودريغيز الذي كلف خزينة الفريق مبلغ 75 مليون يورو في التشكيلة الاحتياطية، وإقحام لوكاس فازكيز الذي نشأ في مركز تكوين ريال مدريد.
وأضافت الصحيفة أن زيدان تأثر في رؤيته لطريقة لعب ريال مدريد، باللاعب السابق للفريق، كلود ماكيليلي الذي عمل على دعم زيدان عندما كان لاعبا في النادي الملكي في سنة 2000، وقد كان ماكيليلي يدعم اللاعبين الشبان في ريال مدريد، ومن بينهم زيدان في ذلك الوقت.
وذكرت الصحيفة أن زيدان يمتلك رؤية مختلفة لطريقة لعب ريال مدريد، وأحيانا لا تحظى هذه الرؤية بدعم رئيس النادي بيريز، لكنه يتجنب انتقاد زيدان بصفة علنية أو توجيه أي ملاحظات حول خياراته، طالما لازال ريال مدريد يسير في الاتجاه الصحيح في البطولة الإسبانية ورابطة الأبطال الأوروبية.
واعتبرت الصحيفة أن زيدان نجح في كسب ثقة لاعبي ريال مدريد منذ الأسابيع الأولى التي تولى فيها قيادة الفريق، وقد ساعده في ذلك تاريخه مع المنتخب الفرنسي وفريق ريال مدريد، وهو ما أكده مارسيلو الذي ذكر بعد دقائق من انتصار تأهل الفريق لنهائي رابطة الأبطال الأوروبية أن "زيدان لديه علاقة خاصة مع كل لاعب في الفريق، ولذلك فإن الجميع مستعد للقيام بكل ما يستطيع لأجله".
وأضافت الصحيفة أن زيدان يتمتع إلى جانب الخبرة، بالكاريزما التي مكنته من فرض أسلوبه الخاص في ريال مدريد، ولذلك يعتقد كل اللاعبين أن "زيدان يدرك جيدا كل خطوة يقوم بها في الفريق".
وذكرت الصحيفة أن زيدان تعرض لانتقادات عديدة قبل الإعلان عن توليه مهمة تدريب ريال مدريد، في الوقت الذي كان الفريق يواجه فيه مشاكل حقيقية، أثرت على نتائجه في الدوري الإسباني، لكنه أثبت منذ المباريات الأولى قدرته على التعامل مع مختلف الوضعيات، رغم بعض الأخطاء التي كلفته أحيانا نقاطا ثمينة في سباق الدوري الإسباني.
وأضافت الصحيفة أن ريال مدريد واجه عديد المشاكل في الفترة التي تولى فيها بينيتيز قيادة الفريق، لكن قدوم زيدان مثل منعرجا حاسما في مراهنة ريال مدريد على البطولة ورابطة الأبطال الأوروبية، وقد تأثر زيدان بأسلوب كارلو أنشيلوتي الذي تمكن منذ توليه تدريب ريال مدريد من رفع عديد الألقاب المحلية والقارية.
وفي الختام، قالت الصحيفة إن زيدان أثبت قدرته على مواجهة أصعب التحديات منذ توليه مهمة تدريب ريال مدريد، وبالرغم من ذلك فهو لا يزال غير قادر حاليا على امتلاك الذكاء التكتيكي الذي يتمتع به مدربون على غرار دييغو سيميوني أو جوسيب غوارديولا.