دخلت الأموال السعودية على خط الاستثمارات القطرية والإماراتية في أندية كرة القدم الأوروبية، حيث دخل رجل الأعمال السعودي حسن الناقور إلى قائمة المستثمرين الكبار في نادي تشيلسي المنافس في الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم.
ولم يفصح الناقور عن كل بنود العقد والأرقام والتفاصيل المالية، لكنه أكد في الوقت نفسه أن وجوده داخل النادي سيكون بشكل أكبر، متمنياً أن يساعد هذا العقد الضخم على دعم الانتقالات الصيفية للبلوز خلال الفترة المقبلة.
وسيمتلك المستثمر الصندوق رقم 18 بملعب "ستامفورد بريدج" معقل تشيلسي، وسيطلق عليه اسم "Nagoor 18" لكونه أحد الملاك.
ودعا حسن الناقور جميع جماهير تشيلسي في السعودية والخليج والوطن العربي، ليكونوا جزءاً من تشيلسي السعودية العام القادم للاقتراب أكثر من اللاعبين ومن النادي.
وحظيت دوريات كرة القدم الأوروبية بأهمية اقتصادية وتسويقية كبيرة لدى المستثمر الخليجي، وذلك بجانب أهميتها الرياضية، فميزانيات أنديتها تتجاوز في بعض الأحيان ميزانيات دول، وتعتمد بشكل كبير على المواد الإعلانية والتسويقية والتي تحقق إيرادات ضخمة.
وفي السنوات العشر الأخيرة برزت العديد من الشركات الخليجية العالمية الاستثمارية، التي اقتحمت ميادين المستديرة؛ أمثال شركة "طيران الإمارات"، و"مؤسسة قطر"، و"الخطوط الجوية القطرية"، و"شركة أبوظبي القابضة".
إذ وجهت هذه المؤسسات أنظارها نحو ملاعب الكرة الأوروبية، بفضل الأزمة المالية العالمية التي ساهمت في نضوب أموال ملاك عديد من رعاة الأندية الكبرى؛ كنادي "مانشستر سيتي" الإنجليزي، وعندها كانت الأموال الخليجية بمنزلة الدماء التي ضخت الحياة في العديد منها، فقد أظهر التقرير السنوي لشركة "ديلويت" للاستشارات البريطانية العام الماضي أن "مجموع عائدات أهم 20 نادي كرة قدم حول العالم تخطت عتبة 6 مليارات دولار سنوياً، بفضل الاستثمارات القادمة من منطقة الشرق الأوسط".
وساهمت الأموال الخليجية بالنهوض بناديين باتا مع عملاقة الكرة الأوروبية حالياً، هما مانشستر سيتي الإنجليزي وباريس سان جيرمان الفرنسي، إذ أصبحا في طليعة السباق في دوري أبطال أوروبا.
كما توج باريس سان جيرمان بلقب الدوري المحلي لثلاثة مواسم متتالية، وبلغ ربع نهائي دوري أبطال أوروبا في موسمين متتاليين.
أما مانشستر سيتي فتوج بلقب الدوري الإنجليزي الممتاز مرتين في 3 سنوات، كما بلغ في الموسم الحالي لأول مرة في تاريخه نصف نهائي دوري أبطال أوروبا.
وأظهر تقرير نشره مركز "ريبيكوم" أن الشرق الأوسط بقيادة كل من الإمارات العربية المتحدة وقطر، أنفق 1.5 مليار دولار على كرة القدم الأوروبية.
وبين التقرير أنه "في العام 2014 فقط أنفقت علامات تجارية في الإمارات 163 مليون دولار على صفقات رعاية تجارية على قمصان الفرق".
في حين أشار إلى أن قيمة الاستثمارات في قطر وصلت إلى 49.1 مليون دولار، لرعاية القميص الواحد في الصفقات مع الأندية الأوروبية.
كما أشار التقرير السنوي لشركة ديلويت البريطانية للاستشارات عن الشؤون المالية في كرة القدم، إلى "ارتفاع مجموع عائدات أهم 20 نادي كرة قدم لناحية الإيرادات بنسبة 3 بالمئة سنوياً عام 2012، لتتخطّى عتبة ستة مليارات"، موضحاً أن ذلك "يعود للاستثمارات من منطقة الشرق الأوسط".
ومن بين الأندية العشرين المدرجة في التقرير، فإنّ 5 أندية قد استفادت من اتفاقات رعاية قميص الفريق التي أبرمت مع مؤسسات وشركات في الشرق الأوسط؛ فقد ساهمت صفقة برشلونة مع مؤسسة قطر في نمو إيرادات النادي بنسبة 13%، لتتجاوز عتبة الـ650 مليون دولار للمرّة الأولى.
كما حقق نادي مانشستر سيتي أرباحاً صافية قدرت بنحو 600 مليون دولار، في حين حقق النادي الملكي أرباحاً صافية، بحسب "ديلويت"، قدرت بنحو 900 مليون دولار.