عطل الوفد الإيراني الاتفاق الذي كان من المنتظر أن يتم توقيعه، الخميس، بين السعودية وإيران لإنهاء مشكلة الحجاج الإيرانيين على الرغم من التوصل إلى اتفاق مبدئي الأربعاء، وغادر الرياض دون توقيع محضر الاتفاق.
وأعلنت وزارة الحج والعمرة السعودية الجمعة، أن الوفد الإيراني غادر البلاد رغم كل التسهيلات المقدمة لهم، وبعد تقديم كل الحلول التي طالبت بها منظمة الحج والزيارة الإيرانية.
وتتمثل هذه الحلول بـ "إصدار التأشيرات بشكل إلكتروني من داخل إيران بموجب آلية اتُّفِق عليها مع وزارة الخارجية السعودية، ومناصفة نقل الحجاج بين الناقل الوطني السعودي والناقل الوطني الإيراني، والموافقة على طلب الوفد الإيراني السماح لهم بتمثيل دبلوماسي عبر السفارة السويسرية لرعاية مصالح حجاجهم؛ حيث تم التنسيق الفوري مع الجهات المختصة لتنفيذ ذلك".
وقالت الوزارة في البيان: "تتحمل إيران أمام الله ثم أمام شعبها مسؤولية عدم قدرة مواطنيها على أداء الحج لهذا العام، كما توضّح رفض المملكة القاطع لتسييس شعيرة الحج أو المتاجرة بالدين، وأنها على استعداد دائم للتعاون فيما يخدم حجاج بيت الله الحرام ويسهّل إجراءات قدومهم".
ووصل الوفد الإيراني إلى مقر الاجتماع من دون رئيسه، ثم طلب تعديلات واسعة وغير جوهرية على العقد دارت حول الصياغة بشكل أساسي، وبعد خمس ساعات متتالية طلب نسخة من الاتفاق لمراجعته واعتماده ثم غادر الاجتماع إلى مقر سكنه من دون أن يعود مجدداً أو يدلي بأي تعليقات صحافية.
وكان وكيل وزارة الحج والعمرة لشؤون الحج، الدكتور حسين الشريف، أكد، الأربعاء، أن الاتفاق تم بين الطرفين على آلية إصدار التأشيرات والإجراءات المتعلقة بها فضلاً عن استخدام المسار الإلكتروني فيما يخص إصدار تأشيرات الحج، مشدداً على عدم وجود أي تعليمات خاصة بحجاج إيران عن سائر الدول.
جدير بالذكر أن وزير الثقافة والإرشاد الإسلامي الإيراني، علي جنتي، كان قد قال في تصريحات نقلتها وكالة الأنباء الإيرانية، منتصف مايو: "إن الظروف غير مهيأة لأداء مناسك الحج هذا العام"، متهماً في الوقت ذاته السعوديين بوضع العراقيل أمام الحجاج الإيرانيين.
واستنكرت دول مجلس التعاون الخليجي والمملكة المغربية والصومال، المحاولات الإيرانية الهادفة "لتسييس فريضة الحج، واستغلالها للإساءة إلى المملكة العربية السعودية".