قدمت سلسلة صفقات تمويل من صناديق الثروة السيادية الغنية بالسيولة طوق النجاة لبعض شركات التكنولوجيا الخاصة الكبرى في العالم، التي أصبحت تقييماتها المرتفعة موضع مراجعة في السنة الأخيرة.
فالسعودية وغيرها من دول الخليج، ومستثمرون مدعومون من الدولة في سنغافورة والصين، ضخوا أموالاً في استثمارات بقطاع التكنولوجيا؛ مثل شركة أوبر للمشاركة في الركوب، ومجموعة علي بابا الصينية العملاقة للإنترنت، ووحدتها الخاصة التابعة لها.
ووافق "جهاز قطر للاستثمار" على شراء برج تجاري في سنغافورة مقابل 2.5 مليار دولار، لتصبح الصفقة القطرية هي الكبرى من نوعها في سنغافورة.
وقالت وكالة بلومبيرج، الاثنين، إن جهاز قطر للاستثمار وافق على شراء برج ساحة آسيا الذي تملكه شركة "بلاك روك" بقيمة 2.5 مليار دولار.
ويقع البرج الذي استحوذت عليه قطر في منطقة الأعمال الرئيسة في سنغافورة، ويضم مكاتب عالمية لشركات كبرى؛ مثل Google وCitigroup، ويشكل واحداً من برجين تملكهما شركة Black Rock.
ومع انخفاض إجمالي التمويلات المخصصة للشركات الناشئة بمقدار الثلث إلى 25.5 مليار دولار في الربعين الماضيين، وفقاً لبيانات سي.بي إنسايتس، بدأت أنظار المشروعات الكبرى تتجه إلى الصناديق الحكومية، أو أموال المؤسسات؛ لتوفير "طروح أولية خاصة"، بدلاً من الاستعانة بأصحاب رؤوس الأموال، أو المخاطرة بعمليات إدراج عامة.
هذا التدفق لرؤوس الأموال أسهم في الحفاظ على التقييمات عند مستويات مرتفعة، في الوقت الذي خفض فيه بعض الداعمين السابقين تقييمات خدمة التخزين السحابي دروب بوكس، أو تطبيق زوماتو الهندي لطلب الوجبات السريعة.
وقالت جاكلين تشان، من مكتب المحاماة ميلبانك في سنغافورة، التي قدمت المشورة لصناديق ثروة سيادية: "تتمتع صناديق الثروة السيادية بوضع يسمح لها بالقيام بمراهنات كبيرة (...) في ضوء إمكاناتها الكبيرة في الحصول على رؤوس الأموال، وشهيتها للمخاطرة في استثمارات النمو"، حسبما نقلت رويترز.
وفي الأسبوع الماضي قال صندوق الاسثتمارات العامة السعودي إنه استثمر 3.5 مليار دولار في أوبر، وهي أعلى الشركات الخاصة قيمة في وادي السليكون، وتبلغ القيمة السوقية لشركة أوبر 62.5 مليار دولار، لتتجاوز قيمة شركات صناعة السيارات بي.إم.دبليو، وجنرال موتورز، وتقترب من قيمة فولكسفاجن، ودايملر وفورد.
واشترى مستثمران حكوميان كبيران في سنغافورة، الأسبوع الماضي، أسهماً بمليار دولار في علي بابا، في حين شاركت مؤسسة الاستثمار الصينية في تمويل قيمته 4.5 مليار دولار لوحدة الخدمات المالية إيه.إن.تي فايننشال، التابعة لمجموعة علي بابا، مع مستثمرين آخرين، بما يجعلها أكبر جولة تمويل تخص شركة تكنولوجيا مالية.
وبدأت الصناديق السيادية في دول الخليج الغنية بالنفط بضخ استثمارات بشركات التكنولوجيا الناشئة، لتنهي تركيزها السابق على الصفقات العقارية.
وكان استثمار السعودية البالغ قيمته 3.5 مليار دولار في أوبر هو أكبر استثمار خاص منفرد على الإطلاق في شركة تكنولوجيا، بينما قادت الهيئة العامة للاستثمار الكويتية هذا العام استثماراً مباشراً في شركة جاوبون الأمريكية المتعثرة المتخصصة في صناعة الأجهزة القابلة للارتداء، واستثمر جهاز قطر للاستثمار في أوبر وشركة فليبكارت للتجارة الإلكترونية في 2014.