تسير دولة الإمارات العربية المتحدة في طريق التحول نحو مجتمع غير نقدي، حيث سيصبح إنفاق المستهلكين في الإمارات معتمداً بصورة كبرى على تقنيات الدفع بالهواتف الذكية.
وذكرت شركة "تربيل" المتخصصة بتوفير خدمات الدفع الرقمي بالهواتف الجوالة، في بيان لها أن نسبة المعاملات النقدية في الإمارات تبلغ حالياً 75% من إجمالي المعاملات، ولكن طريقة الدفع القديمة هذه، ومع أنها تعد مريحة للكثير من مستخدميها، تعد مكلفة في الوقت نفسه.
وأشارت "تربيل" إلى أن خبراء الاقتصاد في العالم يُجمعون على أن "تكلفة النقود" تراوح بين 1.25 و2.0% من الناتج المحلي الإجمالي للإمارات.
وكشف أحمد فصيح أختر، الشريك المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة "تريبل"، لرويترز، أن "الطريقة التي ينفق من خلالها المستهلكون في الإمارات أموالهم سوف تتغير إلى الأبد".
وأضاف: "بات من الواضح أن هناك توجهاً عالمياً لعدم الاكتفاء بطرق الدفع من خلال استخدام البطاقات البلاستيكية (البنكية) فقط، فمن المهم أيضاً إثراء تجربة المستهلك من خلال تطبيقات الأجهزة الجوالة".
وأشار إلى أن "الدفع عبر الأجهزة الجوالة بدأ يشكل سريعاً النموذج السائد للدفع بعدما كان يعد من قبل طريقة ثانوية".
ويترتب على إصدار العملات النقدية والتعامل بها نفقات ضخمة، ومن ثم فإن المجتمعات الخالية من التعاملات النقدية تتميز بقلة حجم النفقات اللازمة لطباعتها وتداولها، هذا بالإضافة إلى تقليص انتشار الأسواق السوداء والرمادية فيها، وقلة حدوث الأنشطة الإجرامية، وهو ما يعني قلة النفقات اللازمة للإصلاح الاجتماعي.
وتسهم عمليات الدفع بالأجهزة الجوالة في زيادة الكفاءة، والأمن، والدعم الاجتماعي، من خلال تمكين مختلف فئات المجتمع، وهي عناصر لم تتحقق كاملاً في الوقت الحالي من خلال نظام الدفع بالبطاقات الائتمانية.
وفي دولة كالولايات المتحدة الأمريكية، التي تتمتع باقتصاد يبلغ الناتج المحلي الإجمالي فيه 16.5 تريليون دولار، تبلغ تكلفة التعاملات النقدية سنوياً قرابة 200 مليار دولار أمريكي.
ومنذ بدء العمل الجزئي بالدفع الدفع بالهواتف الذكية عام 2013، شهد تطبيق "mPay" الذي أطلقته دائرة "حكومة دبي الذكية" في ذلك العام، إقبالاً كبيراً من المتعاملين، بفضل استخدامها بمنتهى السهولة والسرعة.
وارتفعت معدلات الإقبال على تحميل التطبيق من مستخدمي الأجهزة الذكية ارتفاعاً كبيراً، تجلى في ارتفاع عدد المعاملات التي أجراها المتعاملون بواسطة هذه الأجهزة من 50985 معاملة في الأشهر التسعة الأولى من عام 2013، إلى 215975 معاملة في الفترة نفسها من العام 2014، بنسبة ارتفاع مئوية تعادل 324%، بالتوازي مع نسبة زيادة مذهلة في قيمة المبالغ المحصلة من نحو 15 مليون درهم في الأشهر التسعة الأولى من العام 2013 إلى نحو 105 ملايين درهم في الفترة نفسها من العام 2014؛ بنسبة زيادة تبلغ 600%.
وتقول "تريبل" إن منصات الدفع بواسطة الأجهزة الجوالة التابعة لها توفر حلول دفع آمنة وسهلة تتضمن استخدام تقنية اتصالات المدى القريب، ورموز الاستجابة السريعة "QR Code" بين العملاء الذين يمتلكون محافظ جوالة، والتجار الذين يستخدمون نقاط البيع بواسطة الجوال، التي تسمح بإتمام عمليات الدفع بالأجهزة الجوالة.
ويمكن لمستخدمي تطبيق الدفع الذكي تعبئة حسابهم الخاص باستخدام طرق متعددة، مثل الإيداع النقدي عبر المنافذ التجارية المتاحة، أو البطاقات الائتمانية، أو أجهزة الصراف الآلي، أو من خلال عمليات تحويل الراتب بواسطة نظام حماية الأجور الذي أقره كل من المصرف المركزي ووزارة العمل في الإمارات العربية المتحدة.