أكد رياضيون أن أربعة أسباب وقفت وراء الأداء الضعيف للنجوم، في الجولتين الأولى والثانية من دور المجموعات لبطولة أمم أوروبا، المقامة حالياً في فرنسا، أبرزها أن أغلب الأسماء الكبيرة انتهى الموسم الماضي بالنسبة لهم قبل أيام قليلة من انطلاق يورو 2016، ما جعلهم يشعرون بالإرهاق والتشبع من المباريات، إضافة إلى اختلاف نوعية اللاعبين في المنتخبات عن الأسماء التي يلعبون بجوارها في منتخبات بلادهم، كما أن الظروف الأمنية التي تمر بها فرنسا من الأسباب التي تجعل المباريات تمر بأجواء متوترة، وشعور بالقلق لدى اللاعبين.
وعلى عكس التوقعات، لم تفرز مباريات أول جولتين للبطولة نجوم الصف الأول الـ«سوبر ستارز» بالمستويات المنتظرة، مثل السويدي زلاتان ابراهيموفيتش، والبلجيكي إدين هازارد، والألماني مسعود أوزيل، والفرنسي بوغبا، والتركي أردا توران، وغيرهم الكثير، فيما جذبت المنتخبات المغمورة الأنظار، في ظل الأداء العادي للمنتخبات المرشحة للمنافسة على لقب «اليورو»، وبحثها عن جمع النقاط للتأهل إلى الأدوار الإقصائية.
وقال رئيس أكاديمية النادي الأهلي للمراحل السنية، محمد مطر غراب، لـ«الإمارات اليوم» إن «توقيت البطولة لم يخدم النجوم والصف من الأول من اللاعبين، لأنهم خاضوا موسماً طويلاً وشاقاً، ولم يحصلوا على قسط كافٍ من الراحة، حتى يواصلوا بالمستويات القوية والمعروفة عنهم خلال كأس أوروبا».
وأضاف «قد يتغير الوضع مع الدخول في الأدوار الإقصائية، بارتفاع نسق أداء المنتخبات الكبيرة التي تحتاج إلى وقت حتى تدخل أجواء البطولة، أما المنتخبات غير المرشحة مع تخطيها دور المجموعات فقد تكون وصلت إلى أقصى طموحاتها، وهنا تظهر الفوارق بينها وبين المنتخبات التي تلعب بهدف الفوز باللقب».
من جهته، أكد رئيس اللجنة الفنية في لجنة دوري المحترفين، عبدالحميد المستكي، أن «نجوم بطولة كأس أوروبا، وعلى رأسهم البرتغالي كريستيانو رونالدو، يجدون اختلافاً كبيراً في نوعية اللاعبين بمنتخبات بلادهم مقارنة مع أنديتهم، إذ إن (الدون)، على سبيل المثال في ريال مدريد، يلعب مع كوكبة من الأسماء الكبيرة والنجوم، بينما لا يجد النوعية نفسها في البرتغال».
وقال لـ«الإمارات اليوم» إن «كرة القدم لعبة جماعية، ولا تعتمد على النجم الواحد، وهو ما نشاهده من منتخب إيطاليا الذي ليس لديه نجوم بارزون بقدر اعتماده على اللعب الجماعي والتكتيكي المنظم، رغم أن البعض يتهم الآزوري بارتفاع معدل أعمار لاعبيه، إلا أننا لا نشعر بهذا الأمر، مع اللياقة البدنية المرتفعة، والروح القتالية التي يؤدي بها الفريق مبارياته».
وأضاف أن «بلجيكا تضم كوكبة من النجوم في أنديتهم، ولكن لم نشاهد قيمة هؤلاء النجوم داخل الملعب، بسبب غياب الجماعية حتى الآن، أما أفضل فريق بالنسبة لي بعد إيطاليا، هو منتخب ألبانيا، الذي ظهر بمستوى جيد رغم قلة الخبرة التي تسببت في خسارته أول مباراتين».
من جهته، قال المدير التنفيذي السابق لنادي الوصل، أشرف أحمد، إن الظروف الأمنية والأجواء المتوترة التي تعيشها فرنسا، من أسباب عدم ظهور المنتخبات الكبيرة ونجوم الصف الأول بالمستوى المنتظر منهم، مؤكداً أن الأحداث المصاحبة للبطولة توضح حجم القلق الذي تعيشه بطولة أوروبا. وقال إن «المشاجرات بين جمهورَي إنجلترا وروسيا، وشغب جمهور كرواتيا أمام التشيك، خلقا أجواء متوترة في البطولة، إضافة إلى الأحداث التي مرت بها فرنسا في الفترة الماضية».
وعن تراجع أداء الأسماء الكبيرة من اللاعبين، قال: «في البرتغال كما نقول يد واحدة لا تصفق، لذلك من الصعب أن يظهر كريستيانو بالمستوى الذي يقدمه في ريال مدريد، أما منتخب إيطاليا فعودنا على الأداء الجماعي، كما أن منتخب فرنسا لديه مجموعة جيدة من اللاعبين، ولكن المدرب ديشامب لا يقوم بتوظيفهم جيداً، والأمر نفسه في بلجيكا التي تضم أسماء كبيرة، لكن المدرب ليس على المستوى نفسه».
وختم بقوله: «أتوقع أن تشهد هذه البطولة تألق أسماء جديدة، غير النجوم الذين تعودنا عليهم، بينما بداية من دور الـ16 سيتغير الوضع إلى الأفضل، وسيتحسن أداء المنتخبات المرشحة للمنافسة على اللقب».