قال رئيس الوزراء البريطاني، ديفيد كاميرون، الجمعة، إن البريطانيين قالوا كلمتهم، "ويجب أن نكون فخورين بديمقراطيتنا البرلمانية"، معلناً في الوقت نفسه استقالته من رئاسة الحكومة.
وأضاف كاميرون، في مؤتمر صحفي عقده في لندن، عقب صدور النتيجة النهائية لاستفتاء الخروج من الاتحاد الأوروبي: إن "إرادة البريطانيين يجب أن تُحترم، ولا شك في النتائج المعلَنة"، مضيفاً أن بلاده "ستحرص على بقاء مصالح بريطانيا رغم الخروج من أوروبا".
وأكد كاميرون أن الاقتصاد البريطاني "قوي، والأسواق ستدرك ذلك"، فيما طالب نيجل فراج، زعيم حزب استقلال بريطانيا، بجعل يوم الـ23 من يونيو عطلة رسمية، و"عيد استقلال".
وجاء إعلان كاميرون استقالته معاكساً لما صرّح به وزير الخارجية البريطاني، فيليب هاموند، عن أن زعيم حزب المحافظين كاميرون، سيستمر رئيساً للوزراء حتى بعد أن خسر حملته لإبقاء بريطانيا داخل الاتحاد الأوروبي.
وقال هاموند لتلفزيون سكاي نيوز، الجمعة: "أوضح رئيس الوزراء أنه مهما كانت نتيجة هذا الاستفتاء فإنه سيبقى رئيساً للوزراء".
وباستقالة كاميرون تخسر أبوظبي حليفا مهما رضخ لضغوطها الاقتصادية ووعودها الاستثمارية وتنازل عن حقوق المطالبة بحقوق المواطنين البريطانيين المعتقلين في الإمارات والذين قارب عددهم ال30 خلال العامين الماضين وأفاد عدد كبير منهم تعرضه للتعذيب. وأدان مجلس العموم البريطاني أكثر من مرة عدم مناقشة حكومة كاميرون هذه الانتهاكات مع سلطات أبوظبي الأمنية رغم العلاقات الاقتصادية المتميزة المتبادلة بين الجانبين.
كما خضع كاميرون لضغوط أبوظبي عام 2014 للتحقيق بأنشطة الإسلام الوسطي في بريطانيا غير أن نتائج التحقيق جاءت بما لا تهوى سفن كاميرون وجهاز الأمن.
وبخسارة كاميرون، تتوالى الخسائر الحيوية لأبوظبي بسقوط زعماء عالميين كانوا حلفاء أمنيين لها، بدءا من سقوط مدو للمحافظين الذين حكموا كندا تسع سنوات وصفها مراقبون "بالعجاف" أمنيا وسياسيا" بزعامة "ستيفن هاربر" ووصول الشاب (43) عاما "ترودو" إلى رئاسة الوزراء بعد أن حقق فوزا ساحقا في الانتخابات على منافسيه المحافظين في أكتوبر الماضي، وقبلها خسارة المحافظين في اليونان، وقبله خسارة توني بلير وجورج بوش ومحمد دحلان ومؤخرا سقوط خليفة حفتر، ولم يبق عمليا لأبوظبي إلا قائد الانقلاب عبد الفتاح السيسي الذي أسقط مصر باستمراره بأي ثمن، وعينها على فوز ترامب في الانتخابات القادمة لرئاسة الولايات المتحدة.