تحيي الإمارات اليوم الذكرى الثانية عشرة لرحيل القائد المؤسس المغفور له بإذن الله تعالى، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وهي الذكرى التي أمر الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، بأن يطلق عليها سنوياً «يوم زايد للعمل الإنساني»، تخليداً لذكراه وتقديراً وعرفاناً بريادته وقيادته للعمل الخيري والإنساني وبأياديه البيضاء على الوطن وعلى الإنسانية جمعاء..
إنه تخليد لما كان يحبه زايد من البذل والعطاء والخير الذي ظل وسيبقى مرتبطاً باسمه.. فقد رسخ زايد الخير ثقافة إنسانية إماراتية باقية على مر العصور وتعاقب الأجيال.. فقد حمل راية الخير والعطاء.
في عهد الشيخ زايد، وبعد أن حمل مسؤولية بناء هذا الوطن الكبير عند قيام الدولة، تحولت الإمارات إلى واحة غناء، ومظلة يحتمي بها كل من اختبرته الحياة بالمتاعب والأزمات، كان همه هو الإنسان، بغض النظر عن جنسه أو عرقه أو ديانته، ففتح أبواب الإمارات وربوعها لمن يرغب بالعيش الكريم.
ولكن واقع الإمارات اليوم وبعد هذه السنوات من رحيله، تحولت الإمارات إلى سياسات أمنية واقتصادية وعسكرية تقوم على التدخل في شؤون الآخرين وتدخل محاور إقليمية ودولية وترعى انقلابات وتشن حروبا في مالي واليمن وسوريا والعراق بزعم مكافحة الإرهاب.
وداخليا، فإن الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية في تراجع مستمر مع استمرار أبوظبي في نهجها الاستقطابي السياسي والأيديولوجي محليا وإقليميا، فزادت الأسعار وارتفعت أسعار الوقود، وزادت الضرائب والرسوم وزادت تكلفة الحياة الكريمة للإماراتيين والمقيمين على حد سواء.
يفتقد الإماراتيون اليوم للشيخ زايد ليس بسبب الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية المتدهورة فقط وإنما بسبب ولوج الدولة في مشاريع خارجية استنزفت ثروات الوطن وأرسلت بشبابه للموت في دول خارجية بينما جزرنا المحتلة ترزح تحت الاحتلال الإيراني البغيض، وسمعة دولة الإمارات رسميا وشعبيا في تدهور مستمر جراء ما تقول السلطة الفلسطينية إنه تدخل أبوظبي في الشأن الداخلي الفلسطيني وسعيها لتغيير الرئيس عباس وتنصيب محمد دحلان للمضي بعملية التسوية، وغير ذلك الكثير.. فرحم الله زايد ونهجه وتاريخه وإرثه!