وقال مدير الأسهم الدولية لدى شركة "هندرسون غلوبال انفستورز الاستثمارية" "إنها صدمة كبيرة جدا للأسواق وزلزال بالنسبة لبريطانيا ستنتشر تبعاتها ولا شك خارج حدود بريطانيا مع تأثير مباشر قد يدوم على التبادلات التجارية وكل الأصول المالية".
وقال المحلل في مجموعة "اي تي اكس كابيتال" جو راندل إنها "واحدة من أكبر الصدمات في التاريخ (...) كل العالم سيشعر بانعكاساتها. يصعب تقدير حجم الأضرار ولكنه سيكون على الأرجح أكبر من كل الأحداث التي حصلت منذ إفلاس ليمان براذرز".
منذ بدء حملة الاستفتاء، كانت الأسواق تخشى خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي وما يمكن أن يترتب عليه من انعكسات كارثية على الاقتصاد الأوروبي والعالمي وأيضا على عالم المال. وبعد أن ارتفع الجنيه الاسترليني إلى أكثر من 1,50 دولارا عند إغلاق مراكز الاقتراع، عاد وتراجع في البدء إلى ما دون 1,45 دولارا ثم إلى 1,40 دولارا قبل أن يواصل انهياره إلى مستويات غير مسبوقة منذ العام 1985 ليصل إلى 1,3229 دولارا ويفقد أكثر من 10% من قيمته خلال النهار.
منتصف النهار، كان سعر الجنيه يقارب 1,3708 دولارا.
وسجلت سندات الدين الألمانية "بوند" نتيجة سلبية كما كانت فائدة الاقتراض على عشر سنوات في فرنسا وبريطانيا عند أدنى مستوى تاريخي بينما أهمل المتعاملون سندات ديون الدول الأضعف اقتصاديا.
أمام هذا الانهيار، أعلن "بنك انكلترا" استعداده ل"ضخ 250 مليار جنيه استرليني" (326 مليار يورو).
وبدوره، أبدى المصرف المركزي الأوروبي استعداده لتوفير "السيولة اللازمة عند الضرورة باليورو والعملات الأجنبية" وقال إنه سيتحمل مسؤولياته إزاء ضمان استقرار الأسعار والقطاع المالي في منطقة اليورو.
في الصباح، ومع انهيار الأسواق الآسيوية، أعلن بنك اليابان "استعداده لضخ السيولة" بالتشاور مع المصارف المركزية الأخرى للحد من الأضرار في الأسواق المالية.
ولكن ذلك لم يمنع بورصة طوكيو من الإغلاق بتراجع ناهز 8% عند الإقفال.
وخسر عملاقا تصنيع السيارات اليابانيان "تويوتا" و"نيسان" اللذين لديهما مقرات في بريطانيا أكثر من 8%.
وتأثر النفط أيضا مسجلا تراجعا بأكثر من 6% في التبادلات الإلكترونية في آسيا مع تسحيل تراجع قوي في باقي الأسواق.
وإن كانت بعض شركات إدارة الأسهم على غرار أكبرها عالميا الأميركية "بلاكروك" سعت إلى طمأنة المستثمرين من خلال جعلهم يرون في هذه التحركات "فرصا" للاستثمار، فإن الشكوك والحيرة هي أكثر ما يثقل كاهل الأسواق.
وتقول شركة "الاينز غلوبال انفستورز" إنه "بالطبع يمكن أن نتوقع أن تقيم بريطانيا علاقات تجارية جديدة مع الاتحاد الأوروبي ودول أخرى ولكن هذه العملية ستأخذ وقتا وتتطلب جهودا جبارة.
في هذه الأثناء، سيظل السوق تحت رحمة الشكوك و"على المستثمرين أن يكونوا مستعدين لاجتياز الكثير من المطبات".