وصف رجال الأعمال والملياردير السعودي الوليد بن طلال، الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بـ"الظاهرة الفريدة، شأنها شأن مؤسس الجمهورية التركية مصطفى كمال أتاتورك، الذي أرسى قواعد الديمقراطية لتصبح بلاده نموذجاً للإسلام المعتدل".
وأكد الأمير السعودي أنه اختار قضاء عطلته الصيفية بأنطاليا التركية ككل سنة من أجل إيصال رسالة شخصية للشعب التركي ورئيسه رجب طيب أردوغان.
وأشار رجل الأعمال السعودي إلى أنه لم يرد أن يلغي زيارته الحالية رغم محاولة الانقلاب الأخيرة وما رافقها من أحداث عاشتها تركيا في منتصف يوليو الماضي، قائلاً: "بل قررت القدوم بعد سماعي بما حدث؛ لأؤكد أنه لا ينبغي أن تُترك تركيا لمجموعة أخطر بكثير من تنظيم داعش لتلعب لعبة سيئة لا يحبذها أحد"، في إشارة إلى جماعة الخدمة التابعة للداعية فتح الله غولن الذي تتهمه أنقرة بتدبير محاولة الانقلاب.
وأعرب عن وقوفه "إلى جانب الشعب التركي ورئيسه المنتخب رجب طيب أردوغان في وجه الانقلابين"، حسبما قال في حوار مع جريدة "حرييت" التركية.
وأضاف أن خطورة الانقلابيين تشكل تهديداً حقيقياً قد يكون أكبر من ذلك الذي تشكله "داعش"؛ لكونهم يعملون في السر دون خطط علنية على حد تعبيره.
واستطرد بالقول: "لدينا العديد من المشاريع الاستثمارية هنا في تركيا، فنادق وشركات كبيرة تعمل في قطاعات مختلفة، وما زلنا على استعداد لدعم الاقتصاد التركي"، مؤكداً نيته البدء في عدد من المشاريع الجديدة "بعد أن أثبتت تركيا قوتها بإفشال محاولة الانقلاب الأخيرة".
مؤشرات فتور
في الأثناء بعث العاهل السعودي الملك سلمان برقية عزاء ومواساة للرئيس التركي رجب طيب أردوغان في ضحايا التفجير الذي وقع في مدينة غازي عنتاب، مساء السبت. كما أرسل ولي عهده محمد بن نايف وولي ولي عهده محمد بن سلمان برسائل مماثلة.
ورأى مراقبون أن الملك سلمان كان يبادر للاتصال هاتفيا بأردوغان في هجمات أقل دموية من هذا الاعتداء الذي ذهب ضحيته نحو 50 تركيا كانوا في حفل زفاف. وقد اعتبر المراقبون أن هذا مؤشرا واضحا لفتور في علاقات البلدين بعد المحاولة الانقلابية.
وكانت قناة العربية المحسوبة على السعودية نشرت مقابلة مع فتح الله جولن قبل أن تقوم بحذفها في وقت لاحق. فيما دعا الأكاديمي خالد الدخيل في مقال له بصحيفة "الحياة" الأحد (21|8) بعنوان "الغياب العربي" لعدم ترك روسيا وإيران يستفردان في تركيا بعد تخلي الإدارة الأمريكية عن أنقرة في ملفات عديدة وخاصة في سوريا.