طالب رياضيون الهيئة العامة لرعاية الشباب والرياضية واللجنة الأولمبية الوطنية بفتح تحقيق شامل وشفاف، لمعرفة الأسباب التي أدت إلى إخفاق رياضيي الإمارات في تحقيق النتائج المرجوة، بعد الخروج بميدالية برونزية واحدة في لعبة الجودو، تقلدها البطل توما سيرجيو، خلال دورة الألعاب الأولمبية التي اختتمت أخيراً في مدنية ريو دي جانيرو البرازيلية، وشددوا على أهمية محاسبة الاتحادات الرياضية حال ثبت تقصيرها في القيام بدورها على النحو المطلوب، مشيرين إلى أن هناك أسباباً عدة وراء النتائج غير المقنعة، من بينها غياب الرقابة، وعدم الاهتمام بالرياضة المدرسية لخلق المواهب، فضلاً عن حاجة رياضة الإمارات إلى تغيير المنظومة الحالية بكاملها، والتخطيط السليم من الآن استعداداً لأولمبياد طوكيو 2020 في اليابان.
وقالوا لصحيفة «الإمارات اليوم» المحلية: إن «الدور الرقابي على الاتحادات الرياضية المعنية بهذه المشاركة ومحاسبتها ومعرفة أسباب الإخفاق أمر مهم جداً حتى لا يتكرر ما حدث في اولمبياد ريو دي جانيرو، خلال الأولمبياد المقبل في طوكيو 2020 وفي مختلف الأحداث الرياضية التي تشارك فيها الدولة».
وكانت الرياضة الإماراتية قد حصدت ميدالية برونزية واحدة فقط في وزن تحت 81 كغم في الجودو حققها البطل توما، رغم أن الإمارات شاركت بـ 13 رياضياً ورياضية يمثلون ست ألعاب هي الجودو وألعاب القوى والرماية والسباحة والدراجات ورفع الأثقال، وأغلب الرياضيين لم يتمكنوا من تحقيق أرقامهم الشخصية خلال المنافسات، ما أثار استياء المراقبين.
وقال المستشار القانوني واللاعب الدولي السابق سالم حديد، إن «النتائج التي حققها رياضيو الإمارات في أولمبياد ريو دي جانيرو تعد إخفاقاً، ويجب فتح تحقيق في هذا الخصوص لمعرفة الأسباب التي ادت الى عدم تحقيق النتائج المرجوة، ومن الضروري أن تقوم الجهات المسؤولة ممثلة في الهيئة العامة لرعاية الشباب والرياضة واللجنة بمراقبة ومراجعة خطط الاتحادات الرياضية التي شاركت في هذا الحدث ومحاسبتها، في حال ثبت تقصيرها في القيام بدورها على النحو المطلوب، خصوصاً أن هذه الاتحادات تحصل على ميزانيات من قبل الهيئة».
وأضاف حديد «إخفاق رياضيي الإمارات في الأولمبياد يعود إلى اسباب عدة، أبرزها عدم الاهتمام بالرياضة المدرسية لخلق مواهب متميزة، فالرياضة الإماراتية لن تتطور ما لم يتم تطوير الرياضة المدرسية كونها تعد حجر الأساس في عملية التطور، وتوسيع قاعدة المواهب في مختلف الألعاب، كما يجب تغيير الوجوه الموجودة في الاتحادات الرياضية كونها تتكرر منذ سنوات طويلة، وتحتكر المناصب في هذه الاتحادات دون تحقيق النتائج المرجوة».
من جهتها، طالبت عضو اتحاد الدراجات سابقاً، والحكم في اللعبة، الدكتورة مريم اليماحي، الهيئة العامة لرعاية الشباب والرياضة واللجنة الأولمبية الوطنية بضرورة تقييم مشاركة رياضيي الإمارات من الجوانب كافة، ومعرفة اسباب الإخفاق، وقالت إن «الهدف من مثل هذه المشاركات هو دائماً التمثيل المشرف للدولة من قبل الرياضيين، وكان من الضروري توفير الدعم المعنوي والمادي والتدريبي لهم للتمكن من الظهور المشرف، وأعتقد أن الإعداد غير الكافي وراء عدم تحقيق رياضة الإمارات للنتائج المرجوة».
بدوره، وصف السباح الدولي السابق طلال علي، المشاركة في أولمبياد ريو بأنها مخيبة للآمال، مطالباً الجهات المعنية بمحاسبة اي جهة حال ثبت تقصيرها، مؤكداً على الجميع تقبل هذا الأمر بصدر رحب، وقال «رغم أن اتحاد السباحة لم يقصر إلا أن اللاعبين كانوا بحاجة الى الاحتكاك مع ابطال عالميين في اللعبة».
وشدّد عضو مجلس ادارة اتحاد كرة القدم السابق، المحاضر في الفيفا، د. سليم الشامسي، على أهمية معرفة الأسباب الحقيقية التي أدت إلى عدم تحقيق رياضيي الإمارات للنتائج المرجوة في ريو دي جانيرو، مؤكداً أنه «من الطبيعي أن تقوم الجهات المعنية سواء في الهيئة العامة لرعاية الشباب والرياضة، أو اللجنة الأولمبية الوطنية بعمل تقييم شامل لهذه المشاركة والتعرف إلى السلبيات ونقاط الضعف، ومناقشة مواضع الخلل التي أدت الى الإخفاق، ومحاسبة أي جهة أو اتحاد رياضي يثبت تقصيره في اداء المهمة في حدث كبير مثل الأولمبياد».
ويرى عضو مجلس ادارة اتحاد كرة القدم السابق، ناصر اليماحي، أن «رياضة الإمارات في حاجة الى تغيير المنظومة الحالية بكاملها التي تتمثل في عقلية اللاعب الإماراتي أو الخليجي بشكل عام، والاهتمام بالرياضة المدرسية لخلق قاعدة رياضية كبيرة»، معتبراً ان المسألة ليست في محاسبة أو معاقبة الاتحادات الرياضية التي شاركت في الأولمبياد الأخير، كون هذه الاتحادات كانت تعمل بما هو متاح لها وسعت لتحقيق نتائج مشرفة لكنها اصطدمت بقلة المواهب وندرتها، مطالباً بـ«ضرورة التركيز على الألعاب الفردية لتحقيق النتائج المرجوة في حدث كبير مثل الأولمبياد».