تحد كبير ينتظر دول الخليج التي تعتمد بشكل أساسي على تحلية مياه الشربمع ارتفاع نسبة ملوحة مياه الخليج، ما يجعل استخدامها في المستقبل مستحيلاً.
وتشير التقارير إلى أن 70% من محطات تحلية المياه في الشرق الأوسط، وبالأخص في السعودية والإمارات والكويت والبحرين، لكن تقل الجدوى الاقتصادية لعملية التحلية مع زيادة كميات المياه التي يتم تحليتها.
وتعد دول الخليج من أكثر مناطق العالم ندرة في المياه، فمصادر المياه العذبة قليلة مع هبوط قليل للأمطار، ما دفع العديد من بلدان المنطقة للتوجه لتحلية المياه (عملية إزالة الملح من مياه البحر) لتوفير حاجتهم من المياه النظيفة.
وقال عالم الإنسانيات في جامعة أريزونا كوكشيه كونال: "مع الوقت سيصبح من المستحيل تحلية المياه بشكل اقتصادي. ستصبح المياه أكثر ملوحة مما سيجعل تحليتها أغلى".
وخلال عملية التحلية يتم ضخ مياه البحر في مرشحات مخصصة أو غليها للتخلص من الأملاح الزائدة. فتكون ملوحة الأجاج الناتج ضعف ملوحة الخليج الطبيعية تقريباً، حسب جون بارت، العالم في الكيمياء الحيوية بجامعة نيويورك في أبوظبي.
واللافت في الأمر أن تكون مياه الخليج أكثر ملوحة بحوالي 25% من مياه البحر، طبقاً لبارت، وستصبح ملوحة هذه الأجزاء كبيرة لدرجة يستحيل معها استخدامها.
وأشارت الدراسات أن ملوحة الخليج ستزداد في المستقبل. وطبقاً لرائد باشيتي الشاعر، مهندس مصادر المياه بجامعة لوند السويدية، يحدث نمو محطات التحلية في المنطقة بمعدلات أسرع مما توقع في دراسته التي نشرها عام 2011.
وبحلول عام 2030 تخطط دول الخليج لمضاعفة معدلات التحلية، لقلة مصادر المياه الجوفية وبسبب التغير المناخي وارتفاع درجات الحرارة وندرة هطول الأمطار. وبسبب الأجاج فهذه أخبار سيئة للحياة البحرية وتكاليف إنتاج مياه الشرب، ما لم يُفعل شيء بشأن الماء المالح.