بينما تُطلق تسمية الخليج العربي في جميع البلدان والمنظمات العربية، وتستعمله الأمم المتحدة في محاضر مؤتمراتها ومراسلاتها، تصرّ إيران على تسميته بـ"الخليج الفارسي"، فيما بدا لافتًا اعتماد شركة الطيران اللبناني للتسمية الأخيرة.
و نشر الصحافي اللبناني حازم الأمين صورة التقطها على متن طائرة تابعة للخطوط الجوية اللبنانية "ميدل ايست"، وقد أظهرت اعتماد الشركة لتسمية "الخليج الفارسي" بدلًا من "الخليج العربي"، وهي التسمية المعتمدة رسميًا في لبنان وفي كل الدول العربية.
الأمين علّق على الصورة التي نشرها عبر صفحته في فيسبوك بالقول: "في الخارطة التي تعتمدها شركة ميدل ايست لرحلاتها إلى الخليج، يسمى الخليج العربي "الخليج الفارسي" وهذا مخالف لما يعتمده لبنان الرسمي في تسميته لتلك المنطقة، اذ أن لبنان الرسمي يعتمد اسم الخليج العربي"، مشيرًا إلى أنه قام بالتقاط الصورة من شاشة طائرة الميدل ايست.
الصورة أثارت جدلًا واسعًا عبر المواقع الإخبارية ومنصات التواصل الاجتماعي في لبنان، فبينما عبّر البعض عن امتعاضه، مطالبًا باعتماد التسمية الرسمية، أكد البعض الآخر أن هذا الأمر لا يدعو إلى الاستغراب، سيّما وأن لبنان بات جزءًا من إيران وبلاد فارس، على حد تعبيرهم.
جدلٌ تاريخي
ويعود الجدل الاصطلاحي حول تسمية هذا الخليج إلى عقود طويلة، بحيث تصرّ إيران على اعتماد تسمية "الخليج الفارسي"، خلافًا للغالبية العظمى من الدول والمنظمات العالمية، وقد أثارت صحيفة ناشونال جيوغرافيك غضب الإيرانيين عندما أوردت، في طبعتها الثامنة من أطلس العالم عام 2004، اسم "الخليج العربي" بين قوسين وبأحرف صغيرة تحت اسم "الخليج الفارسي". فقامت السلطات الإيرانية بمنع المجلة وصحافييها من دخول البلاد.
وفي يونيو 2006، دفعت مجلة "ذي إكونوميست" بدورها ثمن هذا الجدل، كونها اكتفت باستعمال كلمة "الخليج" بدون أن تُقرنها بأي صفة.
من جهة أخرى، لم يقف العرب مكتوفي الأيدي. ففي يناير 2010، أقدم الاتحاد الرياضي للتضامن الإسلامي على إلغاء بطولة ألعاب القوى التي كانت ستستضيفها إيران في أبريل لأن الميداليات التي كان سيوزعها الإيرانيون تحمل عبارة "الخليج الفارسي". فيما سارعت السلطات الإيرانية في الردّ على هذا الإلغاء، فأعلنت في فبراير الماضي أنها ستمنع كل شركة طيران أجنبية لا تستعمل عبارة "الخليج الفارسي" من دخول مجالها الجوي.
وبداية مايو، أغلق الإيرانيون الجناح المصري في معرض طهران الدولي للكتاب بعد مصادرة أحد الكتب التى ذكرت اسم "الخليج العربي". وقد بلغت الأزمة ذروتها عندما وصف الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي الإصرار على تسمية هذا الخليج بالخليج الفارسي بـ"الضحك على التاريخ"، لأن "الوجود العربي على الساحل الشرقي للخليج العربي مستمر ومثبت تاريخيًا منذ أكثر من ثلاثة آلاف عام، بينما الوجود الفارسي هناك مستحدث ولا يعود لأكثر من الدولة الصفوية.
أهمية استثنائية
يذكر أن هذا الخليج هو ذراع مائية لبحر العرب، وهو يمتد من خليج عمان جنوبًا حتى شط العرب شمالًا بطول 965 كم، وتبلغ مساحته نحو 233,100 كم، ويتراوح عرضه بين حد أقصى حوالي 370 كم إلى حد أدنى 55 كم في مضيق هرمز.
يفصل الخليج شبه الجزيرة العربية وجنوب غرب إيران، وتطل عليه ثماني دول، هي: العراق والكويت والسعودية وقطر والإمارات وعُمان وإيران، كما تحيط مياهه بدولة البحرين. يحده من الشمال والشرق إيران، بينما تحده من الجنوب الشرقي والجنوب كل من سلطنة عمان والإمارات العربية المتحدة، وتحده من الجنوب الغربي والغرب كل من المملكة العربية السعودية وقطر، وتقع كل من الكويت والعراق على أطرافه الشمال غربية، بينما تقع البحرين ضمن مياه الخليج الغربية شمال قطر.
للخليج العربي أهمية اقتصادية بالغة، حيث تعبر العديد من ناقلات النفط من خلاله عبر الموانئ النفطية على سواحله، إذ أن غالبية الدول التي تطل عليه هي مصدّرة للنفط، ناهيك عن أن مياهه تضم حقولًا نفطية وغازية، بحسب تقرير للموقع الإخباري "إيلاف".