اعتبر وزير الشؤون الخارجية في سلطنة عُمان، يوسف بن علوي، أن قانون "جاستا" ينم عن ثقافة أمريكية، متهماً الولايات المتحدة الأمريكية بسن القوانين لتطويعها لمصلحتها على حساب الآخرين.
وأوضح بن علوي، في حديث لجريدة "عكاظ" السعودية، نشرته الخميس، أن "أمريكا تستطيع أن تضع يدها على أي شيء تريده، ولديها القدرة والإمكانات كأكبر قوة. ودائماً ما تتخذ قرارات لأن لديها كل القدرات التي تطوع القوانين لمصلحتها على حساب الآخرين".
ورفض بن علوي وصف علاقات بلاده بإيران بأنها مميزة، مفضلاً وصفها بـ"الطيبة"، وبرر عدم مشاركة عُمان في "عاصفة الحزم" بأنها لا تريد الدخول في حرب مع أحد.
ولم يتضح على الفور إن كان الوزير العماني، يريد بهذا التصريح الارتقاء بالعلاقات مع طهران لمستوى "متميز" من مستوى "طيب" أو كان يقتصر فقط على التوصيف الراهن، وهو ما يخالف الواقع إذ ترتبط مسقط وطهران بعلاقات أكثر من "متميزة" وتخرص السلطنة على اتخاذ المواقف البعيدة عن مواقف الإجماع الخليجي وتصطف إلى جانب طهران.
واكتسب الوزير يوسف بن علوي خبرات متراكمة في الدبلوماسية وإدارة العلاقات الخارجية، منذ تعيينه سفيراً لبلاده لدى لبنان في 1973، ومنذ توليه دفة وزارة الشؤون الخارجية في ديسمبر 1997.
وفي حديثه عن الفرقاء في اليمن، قال بن علوي إنهم تسببوا في تهيئة أنفسهم وبلادهم لصراع، ويرى أنهم وصلوا إلى مرحلة من النزاع جعلتهم يبحثون عن مخرج. مؤكداً أن الحل في اليمن بيد الممثل الأممي، بناء على مبادرة وزير الخارجية الأمريكي جون كيري التي يصفها بأنها خريطة طريق.
وأوضح أن "اليمنيين ربما استهانوا بالصراع وكل استهان بالآخر"، مستدركاً أن "ما حصل في اليمن فرصة ليستقر. والآن الوضع كما نراه أن الجميع يبحثون عن مخرج لإنهاء هذه الحرب".
وأفاد بأن مشكلة اليمن هي في إطار مجلس التعاون، ومجلس التعاون له مسؤولية، ومسؤوليتنا نحن جميعاً أن نهيئ اليمنيين للصلح، ولإعادة بلدهم، وتهيئة اليمن وأهل اليمن لمرحلة ما بعد الحرب. مؤكداً أنه "لا علاقة خاصة بين مسقط وأي فريق يمني"، بمن في ذلك الحوثيون والمخلوع علي عبد الله صالح.
وعن أداء بلاده دور الوسيط بين الأطراف اليمنية؛ الشرعية والانقلابيين، قال: "نحن نعرف الجميع، والمبعوث الأممي يقوم بعمله، ولا نتدخل فيما يقوم به. وهذا الأمر لا يحتاج إلى الوساطة بقدر ما يحتاج إلى التوافق بين كل الأطراف لعودة الأمن لليمن".
وعن الشأن السوري، ذكر وزير الشؤون الخارجية العُماني، أنها في أزمة ومأزق كبير، ملقياً اللائمة على العرب جميعاً، لكنه قال إن الحل في سوريا أضحى بيد "اللاعبين الكبار"، وأن العرب تسببوا في كثير من المآسي بسبب "فوضى الربيع العربي".
وكان بن علوي شذ عن نظرائه العرب والخليجيين في إجراء زيارة لدمشق العام الجاري والتقى فيها ببشار الأسد رغم دمويته بحق شعبه والمنطقة.