بعد رفض ماليزي:البحرين تستضيف "كونغرس الفيفا" بمُشاركة إسرائيلية رسمية
وكالات
– الإمارات 71
تاريخ الخبر:
21-10-2016
هل يجب فصل السياسة عن الرياضة؟ أوْ هل يُمكن فصل الرياضة عن السياسة في ظلّ استمرار الصراع العربيّ-الإسرائيليّ، الإجابة على أحد السؤالين، أوْ الاثنين معًا، صعبة، إنْ لم تكُن مستحيلة، ولكن على ما يبدو، فإنّ الواقع، بات يفوق على الخيال.
في مايو القادم 2017، أيْ بعد نصف عامٍ، سيُحيي الشعب العربيّ الفلسطينيّ الذكرى الـ69 للنكبة التي حلّت به، عندما قام الصهاينة بارتكاب إحدى أكبر الجرائم في العصر الحديث: تهجير وتشريد الشعب الفلسطينيّ، وإقامة دولة إسرائيل على أنقاضه.
في الشهر نفسه، سيرتفع العلم الإسرائيليّ، في مملكة البحرين، التي أعلنت رسميًّا موافقتها على استضافة كونغرس “الفيفا”، علمًا بأنّ ماليزيا رفضت إقامة الكونغرس على أراضيها بسبب مُشاركة إسرائيل.
وفي هذا السياق ذكر موقع (روتر) الإسرائيليّ أنّ وزارة الشؤون الإستراتيجيّة، بالتعاون مع وزارة الخارجيّة في تل أبيب، وسفراء وممثلين الدولة العبريّة في الخارج، قد تمكّنوا الشهر الماضي من إحباط مُحاولةٍ فلسطينيّةٍ لطرد الاتحاد الإسرائيليّ من “الفيفا” بسبب نشاط خمس فرق رياضيّة إسرائيليّة من المُستوطنات في الضفّة الغربيّة.
وصرحّ نائب رئيس الوزراء في ماليزيا، زهيد حميدي بأنّ بلاده لا تستطيع منح المسؤولين الإسرائيليين تأشيرات دخول، لأنّ العلاقات الدبلوماسية بين البلدين مقطوعة، ولأنّ هذا الأمر يمكن أنْ يؤجج النفوس في ماليزيا، على حدّ تعبيره.
ونقلت عنه صحيفة “نيو سترايتس تايمز″ قوله: استضافة هذا الحدث تعني تنفيذ بعض الشروط، ومنها وضع العلم الإسرائيلي على الطاولة خلال أعمال الكونغرس. وأضاف: بعد أنْ أخذنا في الاعتبار الإيجابيات والسلبيات، رأينا من الأفضل لماليزيا عدم استضافة هذا الحدث، حسبما قال.
في السياق عينه، أفاد رئيس اتحاد كرة القدم في البحرين لصحيفة “البلاد” المحليّة أنّ البحرين ستستضيف اجتماع الجمعية العمومية للاتحاد الدولي لكرة القدم المُزمع عقده في (11|5|2017) وأنّ الاتحاد الإسرائيليّ سيكون ضمن المشاركين في الاجتماع بصفته عضوًا في “الفيفا”.
وأوضح الشيخ علي بن خليفة آل خليفة أنّ الاجتماع الذي يُطلق عليه “كونغرس الفيفا” يشهد مشاركة أكثر من 3000 شخصية من مختلف دول العالم، منهم وفود الاتحادات الوطنية البالغ عددها 207 اتحادات، ووفود الاتحادات القارية الستة، ووفد من الفيفا يبلغ عدد أفراده 500 بالإضافة إلى ممثلي وسائل إعلام عالمية، منوهًا إلى أنّ وفد كل اتحاد وطني يتكون من ثلاثة أفراد.
وأكّد على أنّ زيارة الوفد الإسرائيلي المتوقعة تأتي بعد حصول اتحاد الكرة على الضوء الأخضر من الجهات المختصة في مملكة البحرين، لافتًا إلى أنّ هذه الزيارة لا يتوجب أنْ تؤخذ بأبعاد سياسية أوْ أنْ تُستخدم في التقليل من حجم الإنجاز الذي تحقق للمملكة بحصولها على ثقة دولية بمنحها استضافة “كونغرس الفيفا” من بين 209 دول أعضاء في المنظمة الدولية الشهيرة.
وشدّدّ رئيس اتحاد الكرة على أهمية التركيز على المكتسبات التي ستعود بالنفع الكبير على البحرين، مضيفًا بالقول إنّ المكتسبات لا تنحصر في تعزيز مكانة الرياضة البحرينية على الخارطة العالمية فحسب، هناك قطاعات أخرى مثل السياحة والاقتصاد والثقافة والإعلام ستستفيد من تواجد أكثر من 3000 شخص. الأمر يتضمن برامج سياحية ومتطلبات معيشية وضيافة وإعلاما عالميا سينقل تطور الأحداث الكروية من البحرين، على حدّ تعبيره.
وخلُص إلى القول: “إنّ الأكيد أنّ استضافة البحرين لكونغرس الفيفا أكبر بكثير من مسألة دخول ثلاثة أعضاء من اتحاد الكرة الإسرائيلي إلى البحرين”.
“نحن ننظر دائما إلى الجزء المليء من الكأس، ومن الواضح جدًا أننّا لسنا الوحيدين الذين فصلنا السياسة عن الرياضة، جميع الدول تستضيف الكونغرس الذي يضم 209 دول، وتعتبر البحرين البلد الخليجي الثاني الذي يستضيف هذا الحدث بعد قطر في العام 2003، على حدّ أقواله.
جديرٌ بالذكر، أنّه في الأسبوع الماضي، سمحت دولة قطر لوفدٍ إسرائيليّ بالمُشاركة في بطولة الدراجات التي جرت في الدوحة، وفي الوقت عينه، قام مئات من الناشطين الفرنسيين والجالية العربيّة بالتظاهر قبل أيّامٍ أمام مقر الاتحاد الفرنسيّ لكرة القدم للمطالبة بطرد إسرائيل من “الفيفا”
وأكثر من ذلك،فإنّ جماهير نادي كرة القدم “سلتيك” الاسكتلندي رفعت الشهر الماضي الأعلام الفلسطينية وردّدت العبارات المناهضة لإسرائيل في المباراة أمام فريق “هبوعيل بئر السبع″ الإسرائيلي في “يوروبا ليغ”، الأمر الذي دفع “الفيفا” إلى معاقبة النادي الاسكتلنديّ، وفرض غرامةٍ ماليّةٍ باهظةٍ عليه بسبب ذلك.
هذا ولم يصدر أيّ تعقيب إسرائيليّ، رسميّ أوْ غير رسميّ، على مُشاركة وفدها في “كونغرس الفيفا”، الذي سيجري في مملكة البحرين.