أشعلت استقالة رئيس تحرير صحيفة “الشرق” القطرية عن منصبه مواقع التواصل الاجتماعي واستأثر الوسم الذي ظهر باسمه باهتمام واسع في صفحات ومواقع عدة خصوصا في دول مجلس التعاون الخليجي بعد تأويلات عدة ذهبت إلى ربط الأمر بتغريدة سابقة لجابر الحرمي حول قانون الموارد البشرية انتقدتها أوساط سعودية.
ورفض جابر الحرمي الذي يعتبر من أكثر الإعلاميين القطريين حضورا في مختلف الوسائط هذه التأويلات أو ربط استقالته بأي سبب آخر خصوصا في الجزء المتعلق العلاقة بدولة شقيقة.
وقال في تصريح خاص لـ”القدس العربي” أن الاستقالة لا تحمل أي سبب معين، وأضاف أنه قضى في الشرق حوالي 12 سنة مدة اعتبرها أطول من محطاته السابقة في كل من الصحف التي عمل فيها، مثل “الراية” التي ظل فيها 5 سنوات، و”الوطن” 9 سنوات.
وبرر الإعلامي القطري قراره بالقول أنه “أمر طبيعي أن يحتاج الإنسان إلى التوقف بين فترة وأخرى لتقييم مسيرته الصحفية، خاصة أن الصحفيين المطحونين بالعمل اليومي دون توقف يحتاجون لهذا.
وأفادت صحيفة “القدس العربي” اللندنية أنها سألت الحرمي عن رده حول ما تردد من ارتباط الاستقالة بالأنباء التي انتشرت في مختلف مواقع التواصل الاجتماعي عن أنه دفع ثمن ما وصف بانتقاد تخفيض بعض العلاوات للمواطنين السعوديين عشية إصدار قطر لقانونها للموارد البشرية. وشدد على أن قرار الاستقالة ليست له أية علاقة بالموضوع.
وأوضح أن التغريدة التي كتبها في موقع “تويتر” للتواصل الاجتماعي “تم تأويلها من قبل البعض ممن يحاول الإساءة والطعن بالآخرين على حد وصفه.
وأضاف أنه لم يدر بخلده للحظة واحدة عندما كتب التغريدة أنه سيتم تأويلها أو إسقاطها على أي دولة خليجية.
وشدد على “أن من يعرف جابر الحرمي يدرك مواقفه، وكان يمكن الدخول على حسابه الشخصي في تويتر لتبينها أو الاطلاع على مقالاته في الشرق” وانتقد الأطراف التي روجت لتلك الأنباء.
وأعلنت صحيفة “الشرق” التي تعتبر من أبرز الجرائد القطرية أن جابر سالم الحرمي قدم استقالته من رئاسة التحرير لظروف شخصية على حد ما قالت وهذا بعد نحو 12 عاما من العمل بالمؤسسة وشغل وظائف عدة ما بين نائب لرئيس التحرير ثم رئيسا للتحرير في 2008.
وفي وقت أعلنت الصحيفة والحرمي أن الاستقالة شخصية وصف ناشطون سعوديون إلى جانب وسائل إعلام عدة أن الاستقالة كانت “ثمنا لتغريدة وصفت على أنها مسيئة للسعودية”، نشرها قبل أيام على تويتر.
والغريدة التي تم الإشارة إليها هي التي كتب فيها الحرمي: “دول أقدمت على تخفيض رواتب مواطنيها.. فيما تعلن #قطر عن زيادة رواتب مواطنيها..فضل من الله ونعمة أولا.. ثم قيادة سخرت ثروات الوطن لمواطنيها”. واعتبر مغردون سعوديون أن كلامه موجه إلى المملكة التي اتخذت قيادتها سلسلة من القرارات بشأن تعديل الرواتب وبعض العلاوات والبدلات والمكافآت والمزايا المالية.
ويحظى الحرمي باحترام واسع من قبل العاملين في مؤسسة الشرق التي تصدر عددا من المطبوعات وعرف عنه دماثة خلقه وبابه المفتوح دوما لاستقبال ملاحظات زملائه الذين ينزل برفقتهم الميدان لإجراء سلسلة من الحوارات مع عدد من الرؤساء وكبار المسؤولين وتحسر الكثيرون على فقدان كفاءة مثله.