أدى تسريب وثيقة حكومة تكشف عن تأكيد الرئيس الإيراني، حسن روحاني، على ضرورة تسريع مشاريع نقل المياه من مصبات الأنهار التي تجري باتجاه إقليم الأحواز، إلى احتجاجات شعبية واسعة في الإقليم، وفي جلسة استماع تقرير الرئيس روحاني عن الميزانية العامة للبلاد.
وأفادت وكالة فارس للأنباء التابعة للحرس الثوري، أن مندوبي الأحواز في البرلمان الإيراني قاطعوا كلمة حسن روحاني في اجتماع مجلس النواب، وأعلنوا احتجاجهم على سياسات حكومته الداعمة لنقل مياه الأنهار الأحوازية إلى المحافظات الأخرى.
وعبر النائب عن مدينة المحمرة وعضو لجنة الطاقة في مجلس النواب، عبد الله سامري عن احتجاج مندوبي الأحواز في البرلمان الإيراني وقال أن الحكومة ليست صادقة مع الشعب والنواب، وأنها أصدرت قراراً سرياً لتسريع نقل مياه نهر كارون من مصباته إلى المحافظات الأخرى.
وأعرب عن غضبه البالغ من الوثيقة المسربة، قائلاً «لقد غضب مندوبو الأحواز في البرلمان بعد كشف الوثيقة السرية التي تسربت من مكتب الرئيس روحاني وأكدوا بأن ستكون لهم متابعة دقيقة لهذه القضية وذلك لإعاقة الأهداف التي ترمي إليها وزارة الطاقة بشأن نقل المياه».
وشدد مندوب مدينة المحمرة على أنه يجب على الحكومة احترام الشعب الأحوازي وحقه في ثرواته الطبيعية، لذلك يجب ألا تعمل على نقل مياه نهر كارون لكي تتجنب الآثار الكارثية التي أصابت وتصيب البيئة والاقتصاد في الأحواز.
وانتقد تخفي حكومة حسن روحاني على تفاصيل مشاريع نقل المياه، وأضاف «في اللقاءات التي جرت مع أعضاء مجلس الوزراء ومع نائب روحانى، لقد أنكروا جميعهم خطة الحكومة في نقل مياه نهر كارون، ولكن لدينا وثائق تدل على إن الحكومة تقف من وراء الكواليس لتنفيذ هذه المشاريع، وعقدت اجتماعات سرية واتخذت فيها قرارات بشأن نقل مياه نهر كارون إلى المحافظات الأخرى».
وفي السياق، أفاد موقع «أحوازنا» الإخباري أن مظاهرة كبيرة عمّت مدينة الأحواز تنديداً بالوثيقة السرية التي سُرّبت من مكتب روحاني.
وخرج الآلاف من المواطنين الأحوازيين لإعلان رفضهم التام لسياسات النظام الإيراني لنقل مياه الأنهار إلى المحافظات الفارسية التي تستهدف الأحواز أرضاً وشعباً، وأعربوا عن غضبهم البالغ من سياسة تحريف مجرى الأنهار التي تجري في الأحواز.
كما أن المتظاهرين قاموا برفع شعارات منددة بسرقة مياه نهر كارون إلى المحافظات الفارسية، وكان من بين تلك الشعارات «بالروح بالدم نفديك يا كارون» و«أين أصحاب الضمائر من سرقة المياه» و«سنعيد المجد لك يا كارون» و«كارون ينادينا» و«كلنا كارون».
وجاءت هذه المظاهرة بعد تسريب وثيقة سرية من مكتب الرئيس الإيراني تنص على اتفاق بين وزارات الطاقة، والزراعة، والصناعة والمناجم، والتجارة، ورئيس منظمة الإدارة والتخطيط، والمتحدث باسم الحكومة الإيرانية ممثلاً عن روحاني، والبنك المركزي الإيراني، بهدف تسريع نقل مياه نهر كارون إلى نهر «زايندة رود» في محافظة أصفهان وسط إيران.
وتناقلت وكالات الأنباء الإيرانية خبر احتفال أهالي مدينة اصفهان الإيرانية بتدفق مياه كارون في نهر زايندة رود، في خطوة سبق وأكد على اجرائها الرئيس الإيراني، حسن روحاني، بتعيين لجنة لمتابعة المشروع وتخصيص الميزانية اللازمة، على الرغم من الاعتراضات الواسعة التي عمت مدينة الأحواز لفترة أكثر من شهرين متتاليين.
وتجدر الإشارة إلى أن منظمة الصحة العالمية ادرجت مدينة الأحواز العاصمة على رأس قائمة المدن الأكثر تلوثاً في العالم أجمع لثلاث سنوات متتالية منذ عام 2011.
وحسب إحصائيات وزارة الصحة والعلاج والتعليم الطبي الإيرانية، ارتفعت معدلات الإصابة بالسرطان في إقليم الأحواز بنسبة أكثر من 500 في المئة أي أكثر من 5 أضعاف منذ العقد الأخير.
وحسب الدراسة التي قامت بها جامعة الأحواز الطبية الحكومية، لقد أثّر التلوث البيئي في الأحواز إلى تزايد الوفيات بنسبة 30 في المئة خلال السنوات الـ10 الماضية، وجاءت أكثر من 20 بالمئة من الوفيات نتيجة لاستنشاق الجسيمات الملوثة للهواء.