وأشاروا إلى أن تقنية خط المرمى لو كانت تستخدم في المباريات لكشفت الحالات التي تحدث في الدوري، ومنها حالة الهدف الذي سجله مهاجم الظفرة، السنغالي ماكيتا ديوب، في مرمى فريق الامارات خلال مباراة الفريقين في الدوري هذا الموسم من تسديدة من خارج منطقة الجزاء احتسبها الحكم هدفاً، واحتج عليها لاعبو الامارات بداعي أن الكرة لم تدخل المرمى.
وقال رئيس لجنة الحكام الأسبق، الحكم المونديالي السابق علي بوجسيم، إن استخدام التكنولوجيا الحديثة في التحكيم أعطى إضافات كبيرة في مساعدة قضاة الملاعب على إدارة المباريات، مشدداً على أن الحكام لا يستطيعون قيادة المباريات دون استخدام التقنية الحديثة، خصوصاً أن الوسائل الحديثة ساعدت كثيراً في العمل الجماعي بين الحكام في إدارة المباريات، ورفعت من مستوى الأداء التحكيمي، مشيراً الى أنه يؤيد فكرة استخدام الحكم الفيديو في إدارة المباريات، كونه سيقلل دون شك من الأخطاء التحكيمية، لكن هذه الفكرة بحاجة الى دراسة قبل تطبيقها.
وأضاف بوجسيم: «هناك تساؤلات متعلقة بالاستعانة بالحكم الفيديو في إدارة المباريات، منها كيفية استخدامه، ومن سيقوم بعملية التحكم في استخدامه، وما هي الأخطاء التي لم يرها الحكم ويتم اكتشافها من خلال الحكم الفيديو».
وأوضح بوجسيم: «أي وسيلة متطورة أو حديثة تؤدي إلى مساعدة الحكم في إدارة المباريات فانه يجب تأييدها، لكن بعد دراسة نتائج استخدامها، وفي تقديري فانه حتى لو تمت الاستعانة بالحكم الفيديو في عملية إدارة المباريات ومساعدة الحكم في اتخاذ القرارات إلا أن الأمور التقديرية الخاصة بالحالات التحكيمية التي تحدث في المباريات تظل عند حكم الساحة».
وتابع: «الحكم الفيديو دون شك سيكون له برنامج خاص متعلق به، بجانب الكلفة المالية الخاصة باستخدامه».
وأكمل علي بوجسيم: «هناك أدوار في الملعب كان يقوم بها الحكم الاضافي في مساعدة حكم الساحة في ادارة المباراة، لكن هذه الادوار سيقوم بها دون شك حكم الساحة، وكذلك الحكمان المساعدان، في اعقاب قرار إلغاء الحكم الاضافي».
وشدد بوجسيم على أهمية اعادة الحكم الاضافي، مجدداً، للمشاركة في ادارة مباريات الدوري في أعقاب الفوائد الكثيرة التي حققها في الفترة الماضية إبان تطبيقه بدوري الخليج العربي.
بدوره، أكد رئيس لجنة الحكام السابق، الحكم الدولي السابق محمد عمر، أن الأجهزة الحديثة كان لها أثر ايجابي كبير في التقليل من الأخطاء التحكيمية، كونها سهلت من عملية التواصل بين الحكام في الملعب.
ولفت إلى أن جهاز اللاسلكي الذي يستخدمه قضاة الملاعب حالياً باهظ الثمن، مشدداً على أن تطبيق عملية الشاشة التلفزيونية او الحكم الفيديو سيساعد في إدارة المباريات، لكنه في الوقت ذاته سيؤدي الى ارباك حكم الساحة، نظراً إلى أنه سيؤدي الى إيقاف اللعب أكثر من مرة، لافتاً الى انه لو كان هناك فريقان اعترضا على حالة معينة فان الحكم يضطر للذهاب الى الشاشة التلفزيونية لرؤية الحالة ثم بعدها يقرر.
وأضاف عمر: «بالنسبة لتقنية خط المرمى فإن الحالات التي تستدعي الاستعانة بها تعد نادرة الحدوث في المباريات، وقد تحدث حالة واحدة فقط في كل 10 سنوات، وفي تقديري أن الحكم الإضافي كان سيؤدي مثل هذا الدور قبل أن يتم إلغاؤه أخيراً».
وشدد عمر على أهمية الدور الكبير الذي كان يقوم به الحكم الإضافي في مساعدة حكم الساحة في إدارة المباراة. وقال الحكم المونديالي المساعد السابق عيسى درويش، إن هناك أجهزة حديثة أخرى لم تتم الاستعانة بها في إدارة المباريات مثل الحكم الفيديو، وتقنية خط المرمى، مشيراً الى أن استخدامها سيقلل من الأخطاء التحكيمية، لكن سيكون لها أيضاً بعض التداعيات الأخرى.
وأشار درويش الى أنه في تقديره ان استخدام التكنولوجيا الحديثة في التحكيم قلل كثيراً من الأخطاء التحكيمية التي كانت تحدث في المباريات، وسهلت هذه الوسائل المتطورة من عملية التواصل بين الحكام.
وتابع: «أجهزة التواصل التي يستخدمها الحكام في المباريات تتمثل في جهاز البليب والهاتف والبيب واللاسلكي، وقد ساعدت كثيراً في الحد من الاخطاء التحكيمية، وقد استفدنا كثيراً كقضاة ملاعب من هذه التكنولوجيا المتطورة في مجال التحكيم».
وأضاف: «أؤيد دون شك استخدام الحكم الفيديو في مباريات الدوري الاماراتي، لكن بشرط أن يكون الحكم الذي يديره في غرفة التحكم لديه إلمام كامل بقانون التحكيم، وان يتخذ قراراته بحزم دون تردد، حتى لا يؤدي ذلك الى إرباك حكم الساحة».
وشدد درويش على أهمية الاستعانة بأي وسيلة من شانها أن تؤدي إلى تطوير جهاز التحكيم، خصوصاً أنه بات حالياً يلعب دوراً كبيراً في انجاح الدوري وتطوير اللعبة بشكل عام.
واعتبر الحكم السابق ومقيم الحكام، بدر البدري، أن التكنولوجيا الحديثة عنصر مهم في تطوير منظومة التحكيم في حال تم استخدامها بشكل ايجابي، مشيراً الى ان استخدامها يعد أمراً جيداً في حال كانت ستؤدي الى اتخاذ القرار الصحيح من خلال فريق العمل الواحد بين الحكام الذين يكلفون بادارة المباراة، مشدداً على أهمية عدم الاعتماد على مثل هذه الوسائل بشكل كبير في ادارة المباريات.
وأضاف: «في تقديري ليس هناك ما يمنع من الاستعانة بالحكم الفيديو في ادارة المباريات، لاسيما ان تطبيقه يعد تجربة مفيدة، خصوصاً أن الاتحادين الاسيوي والدولي لكرة القدم اعتمدا الاستعانة به، كونه يساعد في التقليل من الاخطاء التحكيمية».
وأضاف: «رغم الايجابيات التي سيحققها الحكم الفيديو في حال تطبيقه فانه دون شك ستكون له سلبيات، منها أنه يفقد حكم الساحة شخصيته، فضلاً عن أن اسخدامه سيجعل الحكم يعيش تحت ضغط كون أن هناك من يراقبه، وهذا سيؤدي بدوره إلى إرباكه ما يتسبب في التقليل من سلطته على الملعب ويفقده تركيزه في المباراة، لذلك فانه يجب الاستعانة بالحكم الفيديو في نطاق ضيق وفي الحالات التي يكون فيها جدل كبير، أما في حالة القرارات العادية فاعتقد أن الحكم قادر على قيادة اي مباراة في حال قام بتجهيز نفسه بشكل صحيح».
وقال مدير إدارة الحكام في اتحاد الكرة، الحكم السابق أحمد يعقوب، إن أي وسيلة تساعد الحكم في اتخاذ القرار الصحيح خلال قيادته للمباريات، سواء كان استخدام الوسائل التقنية أو غيرها، تعد أمراً جيداً في مجال التحكيم.
وأضاف: «العصر الحالي يعتمد على استخدام التقنيات الحديثة في التحكيم، لكن تظل حلاوة ومتعة كرة القدم في الحالات التحكيمية الجدلية، لكن دون أن تؤثر في نتائج المباريات، لكنني دون شك مع الاستعانة بالأمور الحديثة في التحكيم طالما انها تساعد قاضي الملعب في الحالات التحكيمية، عدا طبعاً الحالات المؤثرة في نتائج المباريات».