استقبل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، ظهر الأحد، أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، في مطار طرابزون بشمال شرقي تركيا.
وسيرأس الشيخ تميم وأردوغان الاجتماع الثاني للجنة الاستراتيجية التركية – القطرية العليا، وسيبحث فرص تعميق التعاون بين البلدين بشكل أكبر، إضافة إلى تبادل وجهات النظر بخصوص عددٍ من القضايا الإقليمية، وفق بيان صادر عن المكتب الإعلامي للرئاسة التركية.
ومن المرتقب أن توقع قطر على هامش الاجتماع 14 اتفاقية مع تركيا، بمختلف المجالات، في مقدمتها الطاقة والاقتصاد والسياحة بما يعزز العلاقات بين البلدين بشكل أكبر، بحسب تصريحات سابقة أدلى بها السفير القطري في أنقرة لـ"الأناضول"، سالم بن مبارك آل شافي.
وتعد القمة المرتقبة بين الزعيمين هي الثالثة خلال 3 أشهر، بعد تلك التي جمعتهما في إسطنبول في (23|10) الماضي، وثانية جمعتهما في نيويورك يوم (19|9) الماضي، وهي الخامسة خلال خلال العام الحالي.
وتتزامن قمة الأحد مع اليوم الوطني لقطر التي تحتفل به (18|12) من كل عام، كما تأتي في ختام عام 2016 متوجة مسيرة إنجازات على صعيد تطور العلاقات الثنائية بين البلدين.
وهذه القمة هي الأولى التي يتم عقدها في مدينة طرابزون المعروفة بـ"عروس البحر الأسود"، في مؤشر على ما يبدو أن المنطقة تنتظر استثمارات قطرية واعدة تتوج التعاون المتواصل بين الجانبين.
كما تأتي القمة في وقت يقود فيه البلدان جهوداً دبلوماسية وإنسانية لبحث السبل الكفيلة لوضع حد للوضع الإنساني المتفاقم في مدينة حلب السورية.
وفي حين تعكس تلك القمم المتتالية والزيارات المتبادلة، في وقت قريب وقصير، الحرص المتبادل بين الجانبين على التباحث وتنسيق الجهود باستمرار، فإنها تعد في الوقت نفسه أحد مظاهر قوة الشراكة الاستراتيجية بين الدولتين.
وتُوجت تلك الشراكة بتقدم كبير في العلاقات خلال الفترة القليلة الماضية، كان من أبرز مظاهره، دخول الاتفاق بين حكومتي تركيا وقطر بشأن الإعفاء المتبادل من تأشيرات الدخول لحملة جوازات السفر العادية حيز النفاذ منذ مايو الماضي، وتوقيع اتفاقية أمنية في الشهر الذي سبقه، واتفاقية توأمة بين الدوحة وأنقرة في أغسطس من العام نفسه، وتوقيع اتفاقيات اقتصادية بمليارات الدولارات.
وتمت بلورة التطور المتواصل في العلاقات بمجالات شتى، سياسياً، وتأطيره مؤسساتياً، بإنشاء لجنة عليا للتعاون الاستراتيجي بين البلدين، تعقد ثاني اجتماعاتها في طرابزون اليوم، بعد أن عقدت أول اجتماعاتها في الدوحة مطلع ديسمبر الماضي.
أيضاً، ظهرت تلك الشراكة المثالية جلية خلال موقف قطر الداعم للشعب التركي وحكومته المنتخبة ديمقراطياً، في مواجهة محاولة الانقلاب الفاشلة التي شهدتها البلاد منتصف يوليو الماضي.
وفي ظل هذا التعاون المتنامي والتناغم السياسي، والتطابق في وجهات النظر تجاه القضايا والملفات الإقليمية والدولية، يعول إقليمياً ودولياً على القمم التي تعقد بين الزعيمين التركي والقطري في بلورة حلول ورؤى للقضايا والأزمات التي تشهدها المنطقة، وعلى رأسها الأزمة السورية، وخصوصاً في ظل ما تشهده حلب هذه الأيام.