هبطت عملة إيران، الثلاثاء، لمستوى قياسي أمام الدولار، وسط قلق بشأن الأموال الأجنبية.
واستمر نزيف الريال الإيراني للشهر الثالث على التوالي بمجموع خسارة تفوق 17% من قيمته.
وبلغ سعر الدولار في السوق الحرة في إيران، اليوم، 41 ألفاً و500 ريال، مقارنة بـ35 ألفاً و570 ريالاً في سبتمبر الماضي.
وهذا السعر هو الأدنى للريال الإيراني منذ البدء في تداوله عام 1932.
وبحسب الخبير الاقتصادي الإيراني بيجان بيداباد، "عززت السياسات الداعمة للنمو في طهران المعروض النقدي؛ ما أدى لتغيير النسبة بين العملة المحلية والأجنبية ورفع سعر الصرف".
ونفى مسؤولون إيرانيون وجود أي علاقة بين نتيجة الانتخابات الأمريكية وهبوط الريال، وفق وكالة أنباء "رويترز".
في حين عزا صمد كريمي، مدير إدارة الصادرات بالبنك المركزي الإيراني، الهبوط إلى ارتفاع مؤقت في الطلب على الدولارات لأغراض السفر والتجارة في نهاية العام، بحسب ما أوردته الوكالة الإيرانية الرسمية.
وقال محمد باقر نوبخت، المتحدث باسم الحكومة الإيرانية، الاثنين، إن هبوط الريال يرجع إلى "أسباب نفسية"، وإن الحكومة تأمل بتعافيه خلال أيام.
ورغم ذلك أبلغ متعاملون في بعض مكاتب الصرافة بطهران رويترز أنهم لم يشهدوا زيادة مفاجئة في الطلب على الدولار خلال الأسابيع الماضية؛ بما يشير إلى أن أسباب تراجع الريال ربما تكون مزمنة.
وإذا استمر ذلك فإن ضعف الريال قد يصير مشكلة سياسية قبيل الانتخابات الإيرانية المقررة العام القادم، حيث من الممكن أن يشكل خطراً على بعض الإنجازات الاقتصادية للرئيس حسن روحاني الذي تولى الحكم في 2013.
وعملت حكومة روحاني على إعادة الاستقرار للعملة بعد سنوات من التقلب؛ وهو ما ساهم في خفض التضخم إلى معدلات في خانة الآحاد من فوق 40%.
وإلى جانب سعر الصرف في السوق الحرة، تستخدم إيران سعراً رسمياً يبلغ حالياً 32317 ريالاً للدولار في بعض التعاملات الرسمية.
وتسببت الفجوة الآخذة في الاتساع بين السعرين الرسمي والحر في تصريف العملة الصعبة خارج النظام المصرفي الرسمي. ولمواجهة ذلك سمحت الحكومة لبعض المصارف، السبت، بالتعامل بالأسعار الحرة.