وأشاروا إلى أن تمسك الأندية بالنجوم، إضافة إلى أنه لا يوجد نادي سيترك لاعباً في هذا التوقيت من الموسم، إلا إذا كان ليس بحاجة إليه، يعني أن اللاعب الذي ينتقل إلى فريق آخر يكون في الأساس ليس لاعباً مهماً للفريق.
وقالوا لصحيفة «الإمارات اليوم» المحلية، إن اقتراب الموسم الرياضي من الانتهاء، بجانب معرفة هوية الفرق التي ستنافس على المراكز المختلفة، بجانب اقتراب مسابقتي كأس رئيس الدولة وكأس الخليج العربي من الانتهاء، أضعف حركة الانتقالات، وحد من رغبات الأندية في إبرام صفقات جديدة.
من جهته، قال رئيس أكاديمية كرة القدم في النادي الأهلي، محمد مطر غراب، إن من أسباب ضعف سوق الانتقالات، هو أن معظم الأندية باتت تعلم ما تحتاج إليه من الموسم الجاري، بعد وصول مسابقة كأس رئيس الدولة إلى الدور نصف النهائي، وتحديد طرفي نهائي كأس الخليج العربي، ومعرفة شكل المنافسة، والفرق التي تصارع على الهروب من الهبوط في الدوري، لذلك أندية محدودة هي من ستقوم بعمل تغييرات في صفوفها.
وأضاف: «على الجانب الآخر، لا يخفى على الجميع وجود أزمة مالية في العديد من الأندية، إضافة إلى الإعلان عن تطبيق الحوكمة، وكما نسمع أن هناك نادياً سيتم خصم ثلاث نقاط من رصيده في الدوري، بسبب بعض الأمور المالية، لذلك هناك حذر بالنسبة للأندية في مسألة التعاقدات وصرف الأموال».
وتحدث غراب عن أبرز التعاقدات في «ميركاتو الشتاء»، موضحاً: «الأندية التي ستشارك في دوري أبطال آسيا، تعد الأكثر حاجة لتدعيم صفوفها، وأرى أن نادي الجزيرة أبرم صفقة جيدة، بضم البرازيلي ليوناردو من تشونبوك الكوري، مع إمكانية إعادة قيد المغربي مبارك بوصوفة، كما أن الأهلي تعاقد مع السنغالي ماكيتي ديوب، ليسد النقص في خط الهجوم، بسبب الظروف التي واجهها بإصابة البرازيلي رودريغو ليما، ومشاركة الغاني أسامواه جيان في كأس إفريقيا مع (النجوم السوداء)، أما العين فقد نجح في الحصول على خدمات المهاجم العاجي يانيك بولي، قادماً من نادي أنجي الروسي، لتعويض البرازيلي دوغلاس».
وتابع: «بصفة عامة الأندية لن تجد الأسماء التي تلبي احتياجاتها في هذا التوقيت من الموسم، مع صعوبة استغناء الأندية الأخرى عن أبرز لاعبيها».
من جانبه، أكد لاعب الوحدة السابق والمحلل في قناة أبوظبي الرياضية ياسر سالم، أن العديد من الأندية باتت أكثر عقلانية في تعاملها مع سوق الانتقالات، ولا تقوم بالتعاقد مع اللاعبين بهدف الشراء فقط، وإنما تنظر إلى حاجتها في المقام الأول، وعلى أساس ذلك تدخل سوق الانتقالات.
وأوضح: «الأندية في الفترة الثانية من الانتقالات تكون تعاقداتها محدودة، مقارنة بالفترة الأولى، إذ يكون الهدف هو سد الثغرات وتعويض النقص الذي ظهر في النصف الأول من الموسم، بينما كما ذكرت أن الصرف المبالغ فيه من الأندية لم يعد ظاهراً مثلما كان يحدث في السابق».
من جهته، عزا عضو لجنة المسابقات في اتحاد الكرة خالد عبيد، ضعف حركة انتقالات اللاعبين بين الأندية في «ميركاتو الشتاء»، إلى غياب الأسماء المتاحة في سوق الانتقالات، موضحاً أن تعاقدات أغلب الأندية مع اللاعبين تمتد إلى عامين وثلاثة أعوام، ولا يكون هناك مجال لانتقالهم إلى أندية أخرى، بسبب تمسك أنديتهم بخدماتهم.
وقال: «لا أتوقع أن يكون هناك تأثير لقرار تطبيق الحوكمة، الذي لم يدخل حيز التنفيذ، أما بالنسبة إلى وجود أزمة مالية، فلا أرى أن هناك أزمة عامة، وإنما في بعض الأندية، في المقابل، الأندية الأخرى تبرم تعاقداتها بصورة عادية، ولديها ميزانيات جيدة لتدعيم فرقها دوماً».
وأشار عبيد إلى أن غياب الأسماء، وقلة فرص التعاقد مع لاعبين مواطنين، جعلت سوق اللاعبين الأجانب نشطاً، وقال: «بات تركيز الأندية على تغيير اللاعبين الأجانب، الذين لم يظهروا بالمستوى المتوقع منهم في النصف الأول من الموسم، لذلك ستكون هناك تغييرات في غالبية الأندية في سوق الانتقالات الشتوية على مستوى اللاعبين الأجانب، بهدف التعاقد مع لاعبين أفضل، يشكلون الإضافة، ويطورون من أداء هذه الأندية».
وأوضح عبيد أنه رغم صعوبة التعاقد مع لاعبين مواطنين مميزين، إلا أنه تكون هناك محاولات من الأندية لعمل تعاقدات، ولكن لا يتم الكشف عنها، وتتوقف عن المفاوضات بين الناديين، ولا يتم الإعلان عنها في حال عدم الاتفاق أو الموافقة على انتقال اللاعب، بينما تكون الفرصة أكبر بالنسبة للاعبين الذين اقتربت عقودهم من الانتهاء مع أنديتهم، لتصبح مهمتهم أسهل في الانتقال إلى أندية أخرى، في حال رغبتهم في التغيير وخوض تجربة جديدة.
في المقابل، أكد المدير التنفيذي السابق لنادي الوصل، أشرف أحمد، أن ثقافة الأندية تغيرت في طريقة تعاملها مع التعاقدات الجديدة، وبات تركيزها بصورة أكبر على ضم الأسماء التي ستمنحها الإضافة، وتلبي حاجتها، وليس التعاقد بهدف ضم لاعبين جدد ووضعهم على مقاعد البدلاء، أو بهدف دخول سوق الانتقالات حتى لا تغيب عنها.
وأضاف: «من الأمور التي تلعب دوراً كبيراً في حركة سوق الانتقالات، الإمكانات المادية للأندية، خصوصاً مع الاعتراف بوجود أزمة مالية في بعض الأندية، ما جعل حجم الصرف أقل على التعاقدات مع اللاعبين».
وتابع: «الأندية التي لديها لاعبون جيدون لن تفرّط فيهم، وستتمسك بخدماتهم، لذلك يقتصر سوق الانتقالات على الأسماء التي لا تشارك بصفة مستمرة، وليس لديها فرصة للعب في أنديتها، بينما تتجه الأندية للتركيز على التعاقدات مع اللاعبين الأجانب، والتي أرى أن نجاح إدارة الأندية في ضم لاعبين مميزين لا يعود إلى امتلاكها الذكاء في اختيار اللاعب، بقدر أن التوفيق في الصفقة هو الأساس، إذ إن اللاعب الأجنبي قد يكون ظاهرياً جيداً، لكن المضمون ليس على المستوى المطلوب، أو العكس، قد لا يوحي بأنه سيقدم الإضافة، ويأتي على عكس التوقعات، ويصبح من أهم اللاعبين، وهناك العديد من الأمثلة للاعبين جاءوا وهم نجوم وأسماء كبيرة، ولم يقدموا شيئاً، وأسماء أخرى كانت مغمورة، وصنعت تاريخاً مشرفاً مع الأندية الإماراتية».
وأكد أحمد أن الأندية بإمكانها تجنب الإنفاق الكبير في الانتقالات بصفة عامة، في حال التركيز على أبناء النادي وفرق الناشئين، التي قد تكون مثل «منجم الذهب»، إذ إن النادي إذا تمكن من تصعيد لاعب أو اثنين في كل موسم، فسيكون قد حقق نجاحاً كبيراً، لأنه ليس المطلوب منه تصعيد فريق كامل في كل موسم، وفي الوقت نفسه قد تكون فرق الناشئين فرصة للاستثمار، وتدر دخلاً جيداً على النادي، من خلال انتقال اللاعبين الذين لا يحصلون على فرصة إلى الأندية الأخرى.