أكد الرئيس السوداني، عمر البشير، رفض بلاده التدخلات الإيرانية في شؤون البحرين، مؤكداً وقوف الخرطوم بجانب المنامة "في أي إجراء تراه مناسباً لحماية أمنها واستقرار مواطنيها".
وفي حوار مع وكالة أنباء البحرين الرسمية (بنا)، أشاد البشير بعمق العلاقات التي تربط بلاده مع البحرين، وأكّد أن لقاءاته ومباحثاته مع كبار المسؤولين بالمملكة، خصوصاً العاهل البحريني، ستؤتي ثمارها في القريب العاجل.
وأنهى الرئيس السوداني، الثلاثاء الماضي، زيارته إلى دولة الكويت، ووصل في نفس اليوم إلى العاصمة البحرينية المنامة، المحطة الثانية في جولته الخليجية، التي تهدف إلى تعزيز الشراكة مع دول المجلس.
وأضاف البشير أن "الملف الأمني أخذ حيزاً كبيراً من المحادثات. هناك تنسيق كامل بين البلدين لتطوير العلاقات. سيتم خلال الفترة القريبة القادمة افتتاح سفارة مملكة البحرين في الخرطوم، وقد قمنا بتوجيه دعوة إلى جلالة الملك لزيارة الجمهورية السودانية".
وقال في هذا الخصوص: إنه "خُصصت أرض في العاصمة السودانية لإقامة مبنى خاص لسفارة البحرين"، مشيراً إلى أهمية وجود البحرين في السودان، في ظل التعاون الكبير بين البلدين، متطلعاً إلى أن "يكون السفير البحريني حاضراً في الخرطوم في القريب العاجل".
وقال: إن "البحرين على ثغر من الثغور، ونحن معها في كل الإجراءات التي تراها مناسبة لحماية أمنها واستقرارها"، مؤكداً أن "دعم البحرين أمنياً سياسة سودانية قديمة، وقد بدأ ذلك منذ مطلع ثمانينيات القرن الماضي".
ولفت إلى مبادرة بلاده مع دول مجلس التعاون الخليجي والتحالف باليمن، مؤكداً "ضرورة اتخاذ إجراءات لوقف محاولات المد الحوثي في اليمن وإعادة الشرعية، ولم نتردد وفوراً قررنا وحددنا مشاركتنا ومساهمتنا في قوات التحالف هناك".
وبحسب البشير، فقد خلّفت المشاكل في المنطقة مؤخراً فراغات كبيرة؛ دفعت العديد من الشباب للتطرّف واستغلال بعض الدول والجماعات لهم، مشيراً إلى تجربة بلاده في مواجهة ظاهرة الإرهاب، التي أثبتت فعاليتها.
وقال في هذا الخصوص، إن بلاده وقفت بوجه الحركات التي تدعمها إيران، التي تهدف إلى تنمية النوازع الدينية والطائفية في السودان، قائلاً: "اتخذنا قراراً فورياً بإغلاق المركز الثقافي الإيراني، وانتهى الأمر إلى قطع العلاقات مع طهران؛ بعد أن شعرنا بالخطر والاستهداف من قبل حركات شيعية إيرانية تعمل على تغذية وتنمية النوازع الطائفية في المجتمع السوداني".
ودعا البشير النظام الإيراني إلى التعايش مع دول وشعوب المنطقة حسب القواعد والأعراف الدولية، مشيراً إلى أن "التعايش والتعاون يكون دون محاولة تصدير الفكر والهيمنة، والتدخل في الشؤون الداخلية للدول، وزعزعة الأمن".
وفيما يتعلق بالمشاريع الاستثمارية البحرينية في السودان، خصوصاً في مجال الأمن الغذائي، أشار إلى أن "السودان خصص أراضي للعديد من الدول الخليجية، منها البحرين، لإقامة مشروعات تستهدف تحقيق الكفاية الذاتية لاحتياجات الشعوب العربية من الغذاء، لا سيما في مجال الإنتاج الزراعي والحيواني وغيرها".
وفي ختام حديثه، أوضح الرئيس السوداني أن "المباحثات شملت أوجه عديدة؛ خصوصاً الجانب الاقتصادي، باعتبار البحرين بلداً جاذباً ومصدراً للاستثمارات والقطاع الزراعي خاصة في السودان"، لافتاً إلى إمكانية الاستفادة من الخبرات المشتركة في كلا الجانبين؛ منها مجالات التقنية وإدارة الأعمال والأنشطة الأخرى.