عاد بني ياس الى دوري «الهواة»، بعد أن أمضى ثماني سنوات في المحترفين منذ صعوده إلى الأضواء في موسم 2009 - 2010، لكن المفارقة أن الفريق الملقب بـ«السماوي» بدأ مسيرته الاحترافية بتألق ونجاح منافساً على المراكز الأولى، قبل أن يهبط تدريجياً إلى دوري الدرجة الأولى.
وجاءت نهاية بني ياس في المحترفين بطريقة مأساوية وحزينة بعد أن تعادل الفريق أمام منافسه فريق الإمارات 4-4، أول من أمس، في مباراة كان فيها السماوي الطرف الأفضل، وكان قريباً من إنعاش حظوظه بالبقاء لو حافظ على تقدمه 4-3 حتى الدقيقة 95، عندما نجح لاعب الإمارات ساشا في تسجيل هدف التعادل من كرة رأسية.
وكان هبوط بني ياس صدمة كبيرة لجماهيره ولكل الوسط الرياضي، بعد السنوات الناجحة التي قضاها الفريق في دوري المحترفين، وتالياً ستة أسباب وراء هبوط الفريق:
1- رحيل النجوم
فرط نادي بني ياس على مدار موسمين في أبرز نجومه الذين صنعوا بعض إنجازات عصر الاحتراف، وشكّل هؤلاء اللاعبون فريقاً كاملاً، منهم: عامر عبدالرحمن ومحمد فوزي وثامر محمد وسلطان الغافري ومحمد جابر وفواز عوانة ومسعود سليمان وأحمد خميس وبندر الأحبابي، وحارس المرمى محمد خلف، ولم يستطع النادي تعويض هؤلاء اللاعبين ما أضعف قوته تدريجياً.
2- تغيير 3 مدربين
تعاقب أكثر من مدرب على الفريق في موسم واحد، فإدارة بني ياس قامت بتعيين ثلاثة مدربين للفريق هذا الموسم، وهم الأوروغوياني بابلو ريبيتو، وتم تعيينه قبل بداية الموسم الحالي، ثم أقيل بعد شهرين في 18 أكتوبر 2016، وخلفه البرتغالي جوزيه غوميز في 21 أكتوبر، وساءت النتائج أكثر، ليتم الاستغناء عنه بعد ثلاثة أشهر، وأقيل في 27 يناير 2017، ثم جاء العراقي عبدالوهاب عبدالقادر في 29 يناير حتى نهاية الموسم الحالي، ولم يستطع الأخير انتشال الفريق من مأزق المركز الأخير الذي احتله أغلب أسابيع الموسم، وخلال تعاقب هؤلاء المدربين كان المدرب المواطن، سالم العرفي، يقود الفريق بشكل مؤقت.
3- صفقات الأجانب الفاشلة
على مدى السنوات الثلاث الأخيرة التي سبقت هبوط الفريق إلى دوري الهواة، كان بني ياس من أكثر الأندية تغييراً في اللاعبين الأجانب، بسبب فشل أغلب الصفقات، خصوصاً اللاعبين الذين تعاقد معهم النادي في النصف الثاني من الموسم الحالي، باستثناء اللاعب الفرنسي نوفيلو كريستوفر، فبعد الاستغناء عن الأرجنتيني خواكين لاريفي، هداف الفريق السابق، بعد هبوط مستواه، والكولومبي دانيال هيرنانديز، ورغبة الجزائري إسحاق بالفضيل في الرحيل خلال فترة الانتقالات الشتوية، تعاقد النادي مع النيجيري إزيكيل هينيتي والفرنسي نوفيلو كريستوفر ومواطنه جيان مندي، بجانب الموجود من موسمين مع الفريق الأسترالي مارك ميليغان. ومع الوقت تأكد فشل صفقتَي مندي وهينتي اللذين ثبت بعد ذلك أنهما كانا غير جاهزين من الناحيتين الفنية والبدنية وقت التعاقد معهما، لتوقفهما عن اللعب لفترة طويلة، بالإضافة إلى هبوط مستوى مارك ميليغان وغيابه المتكرر عن الفريق، وظهر فقط نوفيلو كريستوفر بمستوى مقبول نوعاً ما.
4- عدم الاستقرار الإداري
شهد نادي بني ياس هذا الموسم تحديداً عدم استقرار إداري، خصوصاً في الفريق الأول وشركة كرة القدم، فبعد انتهاء مدة مجلس إدارة شركة الكرة السابق، برئاسة مبارك بن محيروم، تولى المسؤولية محمد الحوسني ومعه بعض الأعضاء الجدد، ثم تطورت الأمور نحو الخلافات داخل المجلس، وقدم الحوسني اعتذاره عن عدم تكملة المشوار، وتوالت بعض الاستقالات، وتولى مكانه جاسم عبدالله الشرفاء.
5- التعاقد مع لاعبين ثم إعارتهم
تعاقد النادي مع لاعبين من أندية أخرى، ثم أعارهم من دون الاستفادة منهم، وفي مقدمة هؤلاء المهاجم، عامر عمر، الذي جاء من الوحدة بعقد لمدة أربع سنوات، ثم تمت إعارته للشارقة في قرار غريب، رغم حاجة الفريق إلى جهوده، بالإضافة إلى حارس المرمى المتألق محمد خلف الذي جاء من الوحدة وقدم أداء جيداً مع الفريق في الموسم الماضي، وتمت إعارته إلى نادي الشعب رغم الحاجة إلى جهوده.
6- الحالة النفسية
عانى معظم لاعبي بني ياس الحالة النفسية معظم فترات الموسم الحالي، وغاب عنهم التركيز في جميع المباريات بسبب عدم الاستقرار الفني والإداري الذي عصف بالفريق، وعدم ثقتهم بقدرة الفريق على البقاء بدوري المحترفين، رغم أن الفرصة كانت مواتية لهم بشكل كبير وحتى آخر مباراة، ولم يستطع اللاعبون من هذه الحالة وتوالت الهزائم والتعادلات تباعاً.